رحب عضو مجلس الدولة عبد الرحمن الشاطر بإحاطة رئيس البعثة الأممية غسان سلامة لمجلس الأمن الأخيرة ووصفها بأنها أقرب إلى الواقع الليبي وأكثر ملامسة للأزمة الليبية واجتهادا للوصول إلى حل منطقي وعملي يمهد لتحقيق الاستقرار والشروع في بناء الدولة.

وقال الشاطر في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية إن "صناعة وتأسيس الاستقرار عملية ثبت أنها صعبة إن لم تكن مستحيلة بسبب الصراعات المحتدمة على بسط النفوذ والسيطرة على الحكم في ليبيا" مضيفا "عندما تتأزم الأمور بالشكل الذي عليه الآن ويعجز المتصارعون الشركاء في الوطن عن الوصول إلى حل وسط ينقذ شراكتهم فان العادة جرت أن يلجأ الشركاء المتخاصمون إلى هيئة تحكيم تفصل في نزاعاتهم ويقبلون حكمها وما لم يلجئوا إلى التحكيم فان عقد الشراكة سينفرط ويذهب كل منهم إلى حال سبيله".

وأضاف الشاطر "أن الفرقاء الليبيين عجزوا عن التوصل إلى توافق من أجل وطنهم ومستقبل أحفادهم لأن كل منهم يريد الدولة لنفسه ولا شريك له وطوال السنوات السبع العجاف أخفقت كل المحاولات ما يؤكد أن فرض الحكمة فرضا على الجميع أصبح ضرورة لازمة".

ووصف الشاطر الإحاطة بأنها حملت إشارات ايجابية واضحة خلاف سابقاتها من الإحاطات ما يعني أن البعثة الأممية ضجرت من محاولات المراوغة والتسويف والمماطلة لشراء مزيد من الوقت لإطالة مدة بقاء الأجسام المتنفذة إلى ما لا نهاية".

وقال الشاطر "إن من يقترب من الأغلبية الصامتة في ليبيا يدرك حجم المأساة التي تعاني منها البلد ويلمس استياءها من الأداء السيئ للسلطتين التشريعية والتنفيذية وأنه لم يعد هناك من حل إلا العودة إلى القواعد الشعبية لتقول القول الفصل في هذا العبث".

وأضاف الشاطر "أشعر أن البعثة الأممية قد أدركت أخيرا بما عبرت عنه في أحدى تغريداتها: (نحن أمام مفترق طرق، علينا أن نقوم بتصحيح الأوضاع من خلال التفاهم بيننا بدلا من التعارك وسفك الدماء)مردفا "أن ما قاله سلامة في إحاطته الأخيرة هو بالفعل ما عملت النخب الليبية على توصيله من رسائل للمجتمع الدولي تعبيرا صادقا لما يعتمل في صدر عامة الليبيين". 

وتابع الشاطر تصريحه بقوله: "أتمنى أن يكتب لليبيا أن تستقر وهي أمنية كل الليبيين، وأتمنى أن يكون للأمم المتحدة دورا تحكيميا بارزا وملزما في تحقيقه  غير أنها لن تستطيع أن تفعل ذلك ما لم تكن لديها الإرادة الصادقة أولا والقوية ثانيا والحاسمة ثالثا ومبنية على إرادة الشعب الليبي وتطلعاته وتمنع التدخلات الخارجية أولا وأخيرا".