قال عابي فارح، الكاتب والمحلل السياسي الصومالي، إن معظم القائمين على حركة الشباب الصومالية تدربوا في أفغانستان ويحملون فكر تنظيم "القاعدة" الإرهابي، لافتًا إلى أن حركة الشباب الصومالية تتمركز في مناطق متفرقة في جنوب الصومالوأضاف "فارح"، "، أن خطورة حركة الشباب الصومالية تتمثل في التفجيرات التي يقومون بها في العاصمة "مقديشو"، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تتحرك الحكومة الصومالية بإصرار لمواجهة حركة الشباب.

هجمات متتالية أصبحت تشنها حركة الشباب الصومالية هنا و هناك ,لا تفرق فيها بين مدني و عسكري.فقد عادت حركة الشباب الصومالية مرة أخرى لتتصدر المشهد الإعلامي في الصحف الإفريقية والعالمية ووكالات الأنباء، في الآونة الأخيرة و خاصة بعد الحادث المروع الذي استهدف حافلة تابعة للأمم المتحدة في مدينة جاروي، شمال شرق الصومال،  والذي أسفر عن مقتل 9 عاملين أمميين، لتعلن حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، وبذلك تضاف هذه العملية إلى سلسلة الهجمات التي قامت بها الجماعة الإرهابية بشكل منتظم ضد أجهزة حكومية ودولية في الصومال. وسبق هذه العملية قبل أيام إقتحام مروع لمبان حكومية صومالية في العاصمة مقديشو أودي بحياة العشرات، سبقه هجوم مفاجىء وعنيف على جامعة جاريسا في شمال شرق كينيا أسفر عن مقتل المئات.

هذه العمليات تؤكد علي محاولة الجماعة  سرقة الأضواء مرة أخرى من "داعش" و"بوكو حرام" المجموعتين اللتين تمثلان جيلا جديدا من الإرهاب.اذ يرى المحللون أنه بمتابعة العمليات التي تنفذها حركة الشباب الصومالية في الفترة الأخيرة يبدو أنها ورغم انتمائها وولائها لتنظيم القاعدة إلا أنها تتوق للانضمام للتنظيم المتعطش للدماء "داعش"، ويبدو هذا جليا فى الأسلوب الدموي الذي انتهجته فى هجماتها الأخيرة وخاصة هجوم كينيا، فقد وصف هذا الهجوم بالأعنف الذي يقع على الأراضي الكينية منذ الهجوم على مركز ويست جيت التجاري في عام 2013، وهذا الهجوم يشكل الحلقة الأخيرة لتحوّل حركة الشباب إلى منظمة إرهابية دولية بكل ما للكلمة من معنى، فإعدام طلاب الجامعة كان له أهمية خاصة بالنظر إلى تاريخ حركة الشباب، حيث شكّل التفجير الذي افتعلته الجماعة في حفل تخرج الأطباء الجدد في مقديشو عام 2009 أحد الأخطاء السياسية الأكثر إحراجا لها، ومنذ ذلك الحين امتنعت الحركة عن تنفيذ الهجمات بشكل مباشر على الطلاب، غير أن تبني الحركة للحادث الأخير يدل على تحول واضح في إستراتيجيتها ونهجها المستقبلي.