لم يهدأ غليان الشوارع الأمريكية بعد على مقتل جورج فلويد، حتى رصدت عدسات الكاميرات حادثة أخرى نفذها عناصر الشرطة بقتلهم مالك مطعم أمريكي من أصول إفريقية، خلال تفريقهم أحد الاحتجاجات، ما يزيد الأوضاع الملتهبة اشتعالاً.
ولم تفلح الاحتجاجات واسعة النطاق والتي اندلعت عقب مقتل فلويد، في التخفيف من العنف الذي تمارسه الشرطة، بل على العكس زادت منه مع لجوء عناصر الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، فضلاً عن الضرب والاعتقالات.
ومثلما وثّقت كاميرات الهواتف المحمولة، حادثة مقتل فلويد على أيدي أحد رجال شرطة، فضحت كاميرات أخرى حادثة مقتل رجل من أصول أفريقية، لم يكن أعزلاً في البداية، لكنه تعرض لـ18 رصاصة من الشرطة بعد أن أعلن استسلامه في مدينة لويسفيل في ولاية كنتاكي.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، مقاطع فيديو من زوايا مختلفة، التقطها شهود عيان وكاميرات مراقبة، توثّق مقتل ديفيد مكاتي على يد عناصر الشرطة والحرس الوطني.
ولعل الحادثة وقعت مع وصول قوات الأمن لفرض حظر التجول في منطقة مكتظة أمام مطعم مكاتي «يايا للشوي»، فيما كان عدد من الأشخاص يتناولون الطعام خارج المطعم.
بدأت قوات الأمن وفور وصولها المكان بإطلاق طلقات «كرات الفلفل» والتي تُهيج العين والأنف، نحو المجتمعين أمام المطعم، الأمر الذي دفعهم لترك المكان بسرعة والدخول إلى المطعم. ومع اندفاع المجتمعين إلى داخل المطعم استمر عناصر الشرطة في إطلاق الرصاص نحو الباب وليس الأرض كما ينص القانون، إلى درجة أنّ إحدى الطلقات كادت تصيب رأس ابنة أخي مكاتي.
ودون أن يعرف مكاتي من أطلق الطلقات، اقترب من الباب وأطلق رصاصة من مسدس كان بحوزته نحو الشارع، ما دفع رجال الأمن للتراجع، قبل أن يطل مجدداً من خلف الباب رافعاً يده، ليطلق رجال الأمن 18 رصاصة نحوه، ما أدى إلى إصابته بطلقة في الصدر.
وتحقّق الشرطة الآن مع رجال الأمن المتورطين في الواقعة، لاسيّما وأنّ كتيب التعليمات الخاص بشرطة المدينة، ينص صراحة على ضرورة تجنّب رجال الشرطة استخدام العنف في تفريق التجمعات السلمية، وأن «يعرفوا بأنفسهم»، فضلاً عن وجوب إعطاء تعليمات واضحة بالتفرق ومنح المتجمعين وقتاً كافياً لتنفيذها، وهي الشروط التي لم يلتزم بها رجال الأمن.