أعلن فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" الليبي إعدام صحافيين تونسيين اثنين، لعملهما في فضائية مسيئة، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس". وفي بيان تضمن صورة الصحافي سفيان الشورابي والمصور نذير القطاري نشر على مواقع جهادية، قال الفرع إنه "طبق فيهم شرع الله".في مقابل ذلك،نفت الجهات الرسمية التونسية و نقابة الصحفيين التونسيين،وجود أي إثباتات على هذا الإعدام المزعوم،كما أثبتت أن الصور المنشورة للصحافيان،قديمة و يظهران فيها بملابس صيفية،تحيل على تاريخ اختطافهما في إقليم برقة شرق ليبيا،في سبتمبر 2014 الماضي.فكيف بدأت القصة،و كيف كان مسار الاختطاف،و هل كانت النهاية إعداما على أيدي داعش أم أنه إعلان مزعوم؟؟

في بداية شهر سبتمبر 2014 الماضي تحول الصحافي التونسي بقناة «فيرست تي في» المحلية سفيان الشورابي والمصور المرافق له نذير القطاري،إلى ليبيا في مهمة صحافية لتغطية الأحداث الجارية هناك.في الثالث من أيلول/سبتمبر 2014 قامت مجموعة مسلحة شبه رسمية قامت باحتجاز الشورابي و رفيقه المصور،بمنطقة مرسى البريقة شمال ليبيا. وتواصل الاحتجاز في البداية لمدة خمسة أيام و بررت العملية بعدم حصول الشورابي والقطاري على إذن بالعمل داخل التراب الليبي. و فور إطلاق سراحهما في السابع من أيلول/سبتمبر طلب الشورابي مهلة بـ 24 ساعة لمواصلة عمله داخل التراب الليبي.بعد ذلك انقطع الاتصال بالصحافيان مجددا ظهر الثامن من نفس الشهر بعد انقضاء مهلة الأربعة وعشرين ساعة المتفق عليها.يومها،قالت وزارة الخارجية التونسية بأن الحالة الصحية لسفيان الشورابي، والمصور نذير الكتاري، اللذين احتجزتهما مجموعة مسلحة بالقرب من مدينة أجدابيا الليبية "جيدة".وأوضحت الوزارة أنها "قامت بالمساعي اللازمة من أجل ضمان إطلاق سراحهما".

السلطات التونسية كانت قد جددت ،في ديسمبر الماضي،دعوة المواطنين التونسيين إلى عدم السفر إلى ليبيا إلا في حالات الضرورة القصوى. وأكد وزير الشؤون الخارجية المنجي الحامدي، أمس الثلاثاء، الأهمية القصوى التي توليها السلطات التونسية لملف الصحفيين المخطوفين في ليبيا نذير القطاري وسفيان الشورابي والموظف بسفارة تونس بطرابلس وليد الكسيسي. جاء ذلك عقب اجتماع لجنة الأزمة الخاصة بمتابعة الأوضاع بليبيا، وقد أطلع الوزير أعضاء اللجنة على آخر اتصالاته بالمسؤولين الليبيين والتي حثهم فيها على ضرورة تكثيف المساعي والاتصالات الرسمية وغير الرسمية بهدف الإفراج عن المخطوفين التونسيين بليبيا في أقرب وقت ممكن.

وسفيان الشواربي صحفي ومدون تونسي من مواليد 24 يونيو من العام 1982 بمدينة سليمان بتونس، تلقى دراساته العليا بكلية العلوم القانونية والسياسية بتونس، قبل أن ينخرط في العمل السياسي من خلال انضمامه لحركة التجديد «الحزب الشيوعي التونسي سابقًا»، قبل أن يستقيل في شهر يناير 2011.يعمل مراسلاً لجريدة الأخبار اللبنانية، وساهم كناشط سياسي ومدون بصفة فعالة في انجاح الثورة التونسية.

و في يونيو الماضي، أفرجت جماعة ليبية متطرفة عن ديبلوماسيين تونسيين بعد مسيرة شاقة من التفاوض والوساطات.والمحتجزان المفرج عنهما هما العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ، اختطف الأول في أبريل/نيسان، واختطف الثاني في 20 مارس/آذار، من قبل مجموعة مسلحة طالبت بإطلاق سراح عنصرين مسجونين في تونس بتهم تتعلق بالارهاب.والسجينان الليبيان هما حافظ الضبع، المكنى بـ"أبي أيوب"، وعماد اللواج بدر المكني بـ"أبي جعفر الليبي"، ويقضيان حكماً بالسجن لمدة 20 سنة لكل منهما، بعد أن اعتقلتهما قوات الأمن خلال العملية الإرهابية في منطقة الروحية شمال غرب تونس.وقد وجهت لهما تهم تتعلق بالقتل مع سابق الإصرار، والتآمر على أمن الدولة، وتشكيل عصابة، والاحتجاز، واجتياز الحدود، وإدخال أسلحة بطريقة غير شرعية.