كشف عميد جامع الجزائر، الشيخ مأمون القاسمي، اليوم الإثنين، أن الإستعداد لفتح جامع الجزائر يجري على قدم وساق من خلال تحضير النصوص الخاصة بعمل مرافقه، مشيرا الى أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، سيعلن عن تاريخ افتتاحه قريبا.

كما تحدث عميد جامع الجزائر عن المرجعية الدينية، قائلا أن "أولوية الأولويات اليوم، هي العمل من أجل المحافظة على مقومات ووحدة الأمة وصيانة مرجعيتها الدينية الجامعة التي كانت لها عبر العصور حصانة قوية ومتينة".

وأكّد الشيخ القاسمي، أن المهمة التي ينبغي أن يتعاون عليها الجميع، هي الحفاظ على الجزائر وأمنها الفكري ومقومات وحدتها الجامعة المتمثلة في المرجعية الدينية الجامعة، مشيرا الى أن البلاد مرّت على فترة المجتمع رؤيته الصحيحة وانحرفت فئة من شبابه والمغرر بهم في ظل فراغ روحي.

وأردف قائلا: "ينبغي التصدي للتيارات الدخيلة ولاسيما التي تتغذى من الفهوم الخاطئة للإسلام وشريعته السمحة حتى يبقى للمجتمع قوته ومقومات وحدته وانسجامه".

وأضاف المتحدث "أن الخطاب الديني الذي ننشده هو الذي يرتكز على المبادئ والأصول ويسعى لترقية الحياة الروحية ولا يغفل متطلبات الحياة المادية وهذا هو المنهج الصلب في الإسلام"

كما تحدث ضيف الإذاعة عن الزوايا الأصيلة التي قال إنها "هي التي حفظت للجزائر عقيدتها وقيمها الروحية والوطنية وكانت قلاعا حصينة لاسيما في عهد الاحتلال"

وأضاف ” الزوايا الأصيلة هي التي أبطلت وأجهضت المشاريع التي أعدتها وسعت لتنفيذها فرنسا سواء مشاريع التغريب أو التنصير باعترافهم أنفسهم”.

كما حذر المتحدث من تكفير الآخر ودعا إلى نبذ الخلاف والتزام أدبه قائلا "ليس لأحد أن يدعي العصمة لفكره أو رأيه أو منهجه" وقال أن "التكفير جرأة على الله عظيمة وخروج على جادة الصواب وفتح باب فتنة يتعذر غلقه".

كما عرج عميد جامع الجزائر إلى ظاهرة الاسلاموفوبيا، مشيرا إلى أن الهدف هو العمل على إزالة صورة الإسلام التي انطبعت في النفوس من خلال الممارسات الخاطئة لفئة تنتسب إلى الإسلام وهو منهم براء.

كما تحدث الشيخ القاسمي عن الدبلوماسية الدينية، مشيرا إلى أن جامع الجزائر يضطلع بهذه المهمة بعد الانطلاق في عمله من خلال تنظيم ملتقيات ومؤتمرات فكرية دولية حول حوار الحضارات ستجمع المسلمين وغير المسلمين لتحقيق حوار حضاري مثمر يقوم على أسس صحيحة.
 
وأشار الشيخ القاسمي، إلى أن نجاح مثل هذه الملتقيات الفكرية الدولية مرهون بتمسكه بمعايير أخلاقية ومرجعية يحترمها الجميع ويلتزم بها الجميع بعيدا عن المعايير الازدواجية التي يسير بها العالم حاليا.