استبعدت منظمة الصحة العالمية تعرض العالم لموجة ثانية من وباء كورونا خلال فترة قصيرة، مرجحة أن مثل هذا السيناريو قد يحدث مع حلول فصل الخريف حين تتزامن موجة الإنفلونزا العادية مع كورونا، إلا أن المنظمة حذرت من خطورة الأوضاع ومن سرعة تفشي الفيروس.
وبعد مخاوف في بلدان عدة تراجعت لديها وتيرة إصابات فيروس كورونا ثم ارتفعت مجدداً، أكدت منظمة الصحة العالمية ضرورة الاستمرار في اتباع إجراءات العزل بشكل مدروس رغم إشارتها إلى عدم حتمية تعرض العالم إلى موجة ثانية من الوباء.
وحسب تصريحات المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانز كلوغ، فإن الموجة الثانية من كورونا يحتمل أن تكون في فصل الخريف المقبل، مشدداً على ضرورة الاستمرار في اتباع إجراءات العزل بشكل مدروس. وقال كلوغ في تصريحات نقلتها صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «رغم أن الموجة الثانية ليست حتمية، فإن الوضع اليوم ليس أفضل مما كان عليه في بداية العام، في ظل غياب أي علاج أو لقاح للمرض».
وأضاف أنه «من الممكن» أن يكون لفصل الخريف تأثير سلبي على ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا، بنفس الذروة التي تصل إليها حالات الإنفلونزا الموسمية عند نهاية العام.
وأوضح: «من المحتمل عند بدء فصل الخريف ومع انتشار الإنفلونزا الموسمية، أن يكون هناك تأثير موسمي على فيروس كورونا. لكننا لسنا متأكدين حتى الآن من أننا سنشهد موجة ثانية».
ونوه كلوج بأن اتباع قواعد الإغلاق والإجراءات الوقائية في المجتمعات ساهمت بشكل حاسم في منع انتشار العدوى، خاصة مع اقتراب الصيف حيث يكون الناس أكثر ميلاً للتجمعات. ودعا المسؤول الصحي البارز إلى دق «ناقوس الخطر»، حيث إن وباء «كوفيد 19» لا يزال في مرحلة نشطة في العديد من البلدان.
في السياق، حذر المدير العام للمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس من أن «الفيروس يواصل الانتشار بسرعة، ويبقى مميتاً وأغلب الناس عرضة له».
وأقر غبريسوس أنه «من الواضح أن كثيراً من الناس سئموا ملازمة بيوتهم. ترغب الدول في فتح مجتمعاتها واقتصاداتها»، لكن حذّر أن إنهاء تدابير الحجر أو القيود المفروضة على الحركة «يدخل العالم في مرحلة جديدة وخطيرة».
إلى ذلك، دعت السلطات الإيطالية إلى «توخي الحذر»، بعد ملاحظة «مؤشرات منذرة حول انتقال عدوى» كوفيد 19، لا سيما في روما، مشيرةً إلى أن «انتقال الفيروس لا يزال قوياً».
في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يعتزم تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي في البلاد، بعد أن خفضت الحكومة مستوى التأهب ضد الفيروس.