تعتبر الصناعات التقليدية في منطقة فزان بالجنوب الليبي مظهر من مظاهر الحضارة بل هي وسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافة وأصالة اهل فزان في القرى والأرياف.

وقد اتخذها أهالي فزان حرفة ومصدرا للعيش وهي تمتاز بأنها تراث حضاري يجسد المظاهر الحياتية اليومية والمراحل الحضارية من الماضي منذ نشأته ، حيث تعبّر عن مظاهر مختلفة ومتنوعة للحياة في الاشكال والرسومات والنقوش والزخارف والنماذج التي تظهر في منتجات الصناعات التقليدية والمقتنيات المستوحاة من البيئة وطابعها الحضاري وتراثها القديم التاريخي والثقافي ، فهي أحيانا تمثل وتجسد ملامح الحياة وتعبر عن سلوكياتهم التي انبثقت من مواهبهم وابتكاراتهم في اوقات فراغهم وأحيانا تجسد في لوحات فنية تعبر وتبرز رغبات الناس لما فيه من جمال فني ويظهر ذلك في منتجات الصناعات التقليدية على الحجر والفخار او التي يتم نقشها على السجاد المصنوع من الصوف او التكوينات السعفية المشتقة من سعف النخيل ، او الفنون المجسدة على الاخشاب والجلود او المعادن مثل النحاس وكذلك الصناعات الجلدية مثل الحذاء العربي او البلغة او الحقائب والأحزمة و السروج.

واهم ما يركز عليه في الصناعات التقليدية في الجنوب الليبي هي منتجات النخيل وخاصة القرى والواحات الصحراوية ويقوم بإنتاجها الرجال والنساء وتتنوع هذه الصناعات لتشمل اطباق السعف بأنواعها المختلفة مثل اطباق الغطاء وأطباق الحفظ والتخزين او السلال مثل سلة حفظ الخبز والمراوح  السعفية بألوانها المتنوعة .

 وعادة تتفنن النساء في صناعة هذه المنتجات حيث يصنعن منها أنواعا وأحجاما مختلفة عليها رسومات وزخارف جميلة وكتابات متعددة من خلال  صبغ سعف النخيل بعدة الوان جميلة.

وقد توارث اهل فزان بالجنوب الليبي فنون وحرف الصناعات التقليدية والمقتنيات الشعبية منذ الازل وتطورت في يومنا هذا ويتم التعريف بها وعن مسمياتها عن طريق عرضها بالمعارض ومهرجانات التسوق وأصبحت سلعة رائجة للسياحة المحلية والخارجية ، ويتوافد عليها الناس لاقتنائها واستعمالها في حياتنا اليومية لما تتمتع به وتضيفه من لمسات جمالية في البيت الليبي .

ومن اهم المدن والقرى التي مازالت تحافظ على ممارسة حرف الصناعات التقليدية الشعبية القديمة في الجنوب هي مدن غات ومرزق ومنطقة أدري الشاطئ والغريفة ومنطقة تكركيبة وقرية قبر عون وقرية الفراية وقرية الفجيج ومناطق الجفرة في هون وسوكنة وزلة وودان.

وبهذا تصبح الصناعات التقليدية تراثا اصيلا تحافظ عليه وتتوارثه الأجيال وثقافة يمارسها الجميع باستعمال المقتنيات بحياتنا اليومية، ويعتبر مهرجان التسوق للتعريف بها والتنافس على تطويرها والإبداع في تكوينها وأنواعها .