أثارت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي وتولي السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس وزراء جديد ردود فعل عديدة.
وقال المحلل السياسي الليبي د. عمر الصيد إن سعيد أسس قراراته على قاعدة دستورية سحب من خلالها البساط من تحت أقدام تيار الإسلام السياسي الذي أغرق تونس في فوضى عارمة وأفقدها جزء كبير من سيادتها مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن جماعة الإخوان المسلمين الأداة التي استخدمت لبث الفوضى والخراب والدمار في الدول العربية التي عصفت بها رياح ماسمي زورا بالربيع العربي وكانت تونس بقيادة الإخوان قاعدة لتدريب المتمردين والمرتزقة لضرب ليبيا وإمدادهم بالسلاح الوارد من قطر وتركيا عبر الحدود.
إلى نص الحوار:
كيف تنظر لتأثير قرارت الرئيس التونسي قيس سعيد على تيار الاسلام السياسي؟
لاشك أن الرئيس التونسي سعيد أسس قراراته على قاعدة دستورية سحب من خلالها البساط من تحت أقدام تيار الإسلام السياسي الذي أغرق تونس في فوضى عارمة وأفقدها جزء كبير من سيادتها كونه تيار ينتمى لتنظيم دولي يسير حسب تعليمات فوقية تصدر من المرشد الأعلى ناهيك عن تمكين التطرف والإرهاب من استخدام تونس كقاعدة لتصدير المجموعات المقاتلة إلى ليبيا وسوريا وغيرها من الدول التى عانت وتعاني من تلك الجماعات وحتى تونس ذاتها تضررت من تلك التنظيمات العدمية التي نفذت عدة عمليات ضد الجيش والأمن التونسي وضد المدنيين الآمنين .
وبتلك القرارات التي أصدرها الرئيس والمدعومة من الشعب المنتفض ضد سطوة وتغول الفساد المدعوم من تيار الإسلام السياسي بقيادة حركة النهضة لاشك أنه تم غل أيديهم وجمدت نشاطهم تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة على جرائم اقترفوها بحق الشعب التونسي والمنطقة بمجملها.
هل لمستم ارتباكا تركيا بعد الاتجاه نحو سقوط الإخوان في تونس؟
كما هو معلوم للجميع أن تركيا أصبحت حاضنة للإخوان الذين يشكلون أخطر تنظيم في تيار الإسلام السياسي بل هم من يقود ذلك التيار بمختلف مسمياته
وأعتقد أن انتفاضة الشعب التونسي ضدهم جائت مكملة لثورة يونيو في مصر التي أطاحت بهم ماجعل تركيا في وضع أكثر ضعفا وتوترا وقلقا من نهاية المشروع الإخواني برمته خاصة أن الحوارات المصرية التركية في بداية العام الحالي أظهرت مدى استشعار حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التى تقود مشروعهم بالخطر حتى أنها أعلنت جملة من الإجراءات حدت من نشاط مجموعة الإخوان الفارين من مصر على أراضيها.
كيف يؤثر سقوط الإخوان في تونس على الوضع بليبيا؟
كانت جماعة الإخوان المسلمين الأداة التي استخدمت لبث الفوضى والخراب والدمار في الدول العربية التي عصفت بها رياح ماسمي زورا بالربيع العربي وكانت تونس بقيادة الإخوان قاعدة لتدريب المتمردين والمرتزقة لضرب ليبيا وإمدادهم بالسلاح الوارد من قطر وتركيا عبر الحدود.
وحتما بسقوط الإخوان في تونس سيفقد إخوان ليبيا ومليشياتهم التي يستخدمونها لفرض سطوتهم سيفقدون داعم أساسي لهم سيجعلهم أضعف بكثير وأيضا أحداث انتفاضة الشعب التونسي سيكون لها أثر كبير ومردود ايجابي في حدو أبناء الشعب الليبي المكلوم حدو ماحدث في تونس في شكل عودة الكرة بعكس اتجاه رياح عام 2011 الذي جاء بالفوضى والدمار بداية بتونس مرورا بمصر ثم ليبيا.
هل هناك مخاوف من ردود فعل عنيفة لتيار الاسلام السياسي؟
لاشك أن منهجهم مبني على سفك الدم والتفجير والدمار إذا لم تتخذ التدابير الأمنية والقضائية تجاههم ولنا في التجربة المصرية دروسا وعبر حيث استطاعت من خلال أجهزتها الأمنية والاستخبارتية أن تجفف منابع تمويلهم وتقدم قياداتهم للمحاكمة وتقضي على فلولهم وانعكس هذا على واقع مصر بعد أن تخلصت منهم تنمية وبناء ونهضة غير مسبوقة في شتى المجالات.
ومن هنا على الرئيس بن سعيد واجهزة تونس الأمنية العمل بالوصفة المصرية التي اتبثث نجاحها .
في أي سياق قرأت تهديدات الغنوشي في تصريحاته للصحيفة الايطالية، وكيف يمكن مواجهة هذه المخاطر؟
كما أسلفت هم جماعة مرتهنة للخارج تؤمن بمنهج القتل والنهب والفساد وليس هناك من طريقة لمواجهتم سوى الردع الشعبي والأمني كونهم يشكلون خطرا داهم وتقديمهم للقضاء في محاكمات علنية حتى يتكشف جليا للعالم حقيقة وبشاعة جرائمهم.
ما السيناريوهات المتوقعة في تونس بعد قرارات سعيد؟
طالما الشعب التونسي خرج للشارع معبرا عن رفضه لجماعة الإخوان مطالبا بأسقاطهم هذا في حد ذاته أهم وأقوى ما يستند اليه الرئيس التونسي في قراراته الشجاعة المبنية على قواعد الدستور وفي اعتقادي أن تونس ستصل إلى انتخابات نزيهة بعد فترة انتقالية يكون فيها الشعب أكثر وعيا وإداركا لمن سيختارهم لتمثيله انطلاقا من الدورس السابقة والعبر رغم قسوتها وآثارها المدمرة على تونس أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعلى سيادة قرارها.