أكدت مصادر إستخباراتية مصرية أن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة يقيم حاليا في الأراضي الليبية ويرجُح أن يكون في مدينة درنة شرقي البلاد ، والتي تخضع بالكامل للجماعات الدينية المتشددة وأهمها تنظيم أنصار الشريعة 

وحسب ما تم آلإعلان عنه فإن طائرة قطرية تولت نقل الظواهري الى الدوحة ثم الى ليبيا ، وأن قيادات ليبية قريبة من قطر قامت بالتنسيق لتأمين إقامة الظواهري على التراب الليبي ، في حين كانت واشنطن على إطلاع بتفاصيل العملية التي جرت من خلال التعاون مع مكتب حركة طالبان في الدوحة 

وإنتقال الظواهري الى ليبيا ، يستهدف أولا ضمان تفريغ التراب الأفغاني من تنظيم القاعدة بغاية توفير مناخ جيد لخروج أمريكي آمن من أفغانستان خلال العام الجاري ، وثانيا الإقتراب من الحدود المصرية حيث تواصل الجماعات المتشددة تحالفها مع الجماعة الإخوانية المحظورة في إطار الحرب المعلنة ضد الدولة المصرية وأجهزتها السيادية.

وكانت مصر أْعلنت القبض على  ثروت صلاح شحاتة القريب من الظواهري ، والمعتبر من قبل الأمم المتحدة  عضوا منتسبا لتنظيم القاعدة ، وقالت  التقاريرأن شحاتة البالغ من العمر 53 عاما درَّب أفرادا على شن هجمات في جميع أنحاء مصر.

وأضافت أن شحاتة، الذي تدرب كمحام، لعب دورا رئيسيا في الحركة المعارضة للنظام الحالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي ، وأنه  كان زعيما سابقا في حركة الجهاد في مصر، انضم لتنظيم القاعدة مع الظواهري وعمل في أفغانستان وليبيا وباكستان والسودان واليمن.

وأكدت التقارير أن شحاته أشرف في ليبيا على تدريب مقاتلين على عمليات في مصر، وأنه سيحاكم بتهم تتصل بمؤامرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي في مصر في عام 1994.،ويعتبر شحاتة أيضا عضوا بارزا في جماعة أنصار الشريعة وله صلة بمقتل سبعة مسيحيين مصريين في ليبيا في مارس 2014.

ويمثّل إنتقال الظواهري الى ليبيا تحوّلا في تحرّكات تنظيم القاعدة وإستراتيجياته ، خصوصا مع إتساع سيطرة التنظيم من خلال جناحه بالمنطقة « أنصار الشريعة »  على مناطق مهمة من الترب الليبي مثل مدينة شرقا ، ومدينة سرت في وسط البلاد ،وكذلك من خلال الحضور اللافت لكتيبة شهداء زليتن في مدينة زليتن ،وفي ترهونة يضع التنظيم يده على اللجنة الأمنية العليا من خلال أحمد فرج الساعدي المعروف بكنية « الشيخ عبد العليم » ومعه أولاد الكاني ،أما مدينة صبراتة فهي مؤهلة لأن تكون الإمارة الثانية  الإسلامية المعلنة بعد درنة في ظل سيطرة قوات عمر المختار المدهوني ،وبات معسكر 27 غرب طرابلس تحت سيطرة ابراهيم تنتوش الناشط في تنظيم القاعدة 

وتتجه الأوضاع في طرابلس نحو منحى دراماتيكي ، بعد أن أعطى القيادي الجهادي سالم دربي أوامره بتنقل قوات من أنصار الشريعة من شرق الى ليبيا الى العاصمة في تنسيق مع عناصر التنظيم بالمناطق الغربية ، وتم تسريب مكالمة هاتفية من قيادات تابعة للدربي في بنغازي الى عبد المجيد مليطقة آمر كتيبة القعقاع التابعة لثوار الزنتان والتي تسيطر على عدد من المواقع المهمة في طرابلس ، تهدده فيه بالويل والثبور إن لم يقم بتسليمهم عدد من الضباط ضمن الكتيبة ممن كانوا يعملون في اللواء 32 معزز بقيادة خميس القذافي أو بإعدامهم في ساحة عامة أمام وسائل الإعلام ، وجاء في المكالمة أن رتلا أول من مقاتلي درنة المتشددين وصل الى مدينة مصراتة فعلا ،وسيلحق به رتل أخر إستعدادا للهجوم على طرابلس ." تسجيل مكالمة بين آمر لواء القعقاع واحد ثوار بنغازي " 

http://www.youtube.com/watch?v=5uAXpoE6ebI&feature=youtu.be

ومن المنتظر أن تتضمن القوى المهاجمة ألف مقاتل قادمين من مناطق الشرق في إطار ما سمّوها مهمة تحرير طرابلس من الأزلام ،وهو ما يؤدي الى الكشف عن طبيعة المتورطين في عمليات الإعتيال اليومية التي تعرفها بنغازي وبقية مدن الشرق مثل درنة والبيضاء وطبرق والمرج والأبيار ،وسيضاف الى هذا الرقم أعداد أخرى من عناصر التنظيم في المنطقة الغربية ، كما تم الإعلان عن عودة عناصر كتيبة العبيدات من سوريا للإنضمام الى قوات « تحرير طرابلس » 

ويسعى تنظيم القاعدة الى السيطرة على العاصمة الليبية في ظل إستراتيجا تم إعتمداها منذ فترة تحت إسم الجهاديين التائبين أو القادرين على التواصل مع واشنطن عبر الوسيط القطري الذي لا يخفي تحالفه مع قيادات ماكان يسمى بالجماعة الليبية المقاتلة ( المرتبطة بتنظيم القاعدة ) وقياداتها مثل عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن وعبد الوهاب القائد النائب في المؤتمر الوطني العام وشقيق الرجل الثاني في تنظيم القاعدة سابقا أبويحي الليبي ، وخالد الشريف المشرف على وزارة الدفاع بالوكالة ،وشعبان هدية ( أبوعبيدة الزاوي ) رئيس غرفة ثوار ليبيا 

ويأي كل هذا في الوقت الذي أعلنت فيه تقارير أمخابراتية عن إنتقال عمر بالمختار ( الأعور ) زعيم كتيبة الموقعين بالدماء الى التراب الليبي 

 وأفاد مصدر أمني مالي "لدينا منذ مدة الدليل الذي يثبت أن مختار بلمختار، واحد من أخطر الإسلاميين الجزائريين والذي نشط في شمال مالي، انتقل إلى ليبيا ليتفادى اعتقاله أو قتله. ومن الأراضي الليبية يطمح إلى السيطرة على الساحل"

ولا يستبعد المراقبون أن يكون بالمختار على صلة في ليبيا بزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وزعيم تنظيم أنصار الشريعة التونسي سيف الله بن حسين المعروف بإسم أبي عياض إضافة الى قيادات أخرى بعضها متغلغل في جهاز الحكم الحالي في ليبيا .

وتمثّل هذه المستجدات تطورا مرعبا للأحداث في ليبيا ، في ظل تجاهل دولي ،وخوف إقليمي ،ومتابعة مخابراتية جزائرية ومصرية وعجز تونسي عن ملاحقة التطورات ، ومما يلفت الإنتباه أن أغلب عذع التحركات تجري على الساحل الليبي ،في حين تراقب أغلب القبائل المشهد دون التورط .

وقد يكون المشهد القادم سيطرة القاعدة على دواليب الدولة ودخولها حربا مع القبائل الليبية ، ستكون عندئذ الفاصلة