اختتم مؤتمر "العقاد اليوم" فعالياته، بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، بمناسبة مرور 50 عاماً على وفاة عباس محمود العقاد.

وفي الافتتاح، قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، إن "العقاد الذي غاب هو الشخص، أما فكر العقاد فلم يمت، وسيظل معنا إلى الأبد"، مضيفاً أن "العقاد جمع بين كل العلوم، فهو الشاعر وكاتب السيرة والروائي والفيلسوف والناقد".

وتحدث الدكتور عبد العزيز العقاد، عن دور المجلس الأعلى للثقافة وهيئة قصور الثقافة، واهتمام مؤسسات الدولة الثقافية بإصدارات العقاد، وإحياء ذكراه بعد سنوات على وفاته.

بدورها، أكدت المفكرة الإيطالية فرانشيسكا كراو، أنها جاءت إلى القاهرة للدراسة هرباً من إيطاليا، في وقت انتشرت فيه العصابات المسلحة هناك، ولم ينصلح حال إيطاليا إلا بعد انتشار الثقافة، مؤكدة أن على ضرورة تبادل الثقافة بين الشعبين المصري والإيطالي، وعلى الثقافة دور كبير لوقف الحروب والإرهاب في العالم كله، خاصة في وقت يمر الشرق الأوسط بظروف اقتصادية وإنسانية صعبة.

كما عقدت جلسة بعنوان "فلسفة الجمال عند العقاد"، قدم فيها الدكتور محمود نسيم بحثاً بعنوان "على عتبات العقاد، قراءة أولى لموقفه الجمالي".

وأوضح نسيم خلال كلمته أن "العقاد دائماً تحدث عن الفن والحياة، والنظام الجامع بينهما، كما كان ينظر إلى الحياة كعمل فني".

أما الدكتور مراد وهبة فبدأ كلمته بتساؤل، عن سبب وقوف العقاد عن الشكل دون المضمون، في دفاعه عن حرية الفكر، ويرى وهبة أن السبب في ذلك هو رغبة العقاد في الفصل بين الحقيقة والعقل، ويحاول ألا يقع في فخ امتلاك الحقيقة المطلقة، فيحيل الحقيقة إلى الوجدان دون العقل.

وهبة أشار إلى أن العقاد لديه مشكلتان، الأولى لها علاقة بتحجر الأشكال في الدين، والثانية تتعلق بسوء العلاقة بين الطوائف المختلفة، مع اضطراها إلى التعايش في بقعة واحدة بهذا العالم، مشيراً إلى أنه اعتمد دائماً على الشك، حتى الشك في قدرة العقل على الوصول إلى الله، لأنه يرى أن الله لا يدرك بالعقل، بل من خلال الوجدان.