شكلت المراحل المتوقعة للثورات العربية موضوع نقاش كبير تلي لقاءا بباريس دقق في الموضوع من خلال تدخل خبراء أوروبيين وعرب الذين نظمه نهاية الاسبوع معهد البحث والدراسات للمتوسط والشرق الأوسط وهي مؤسسة فرنسية تقدم مساهماتها في التحليل النقدي للإشكاليات الكبرى لهتين المنطقتين.و صبت مجمل آراء الأساتذة والخبراء في أن الأهداف التي كانت مرجوة من ما يسمى بالربيع العربي بعد عام 2010 اتسمت بعدم الوضوح بحيث لم تكن للحركات الاجتماعية التي قادتها حركات اجتماعية بدرجة أولى نقاط محدد أرادت الوصول إليها. فيما ربطت آراء أخرى أن النخبة في العالم العربي تبقى حبيسة حلول النمط الغربي من جهة وتأثيرات التيارات الإسلامية من جهة آخري.

وقال السفير الفرنسي السابق "بيار لافرانس" أن أهم نتيجة خلصت إليها الثورات العربية هي التي سمحت بظهور الجدال بين مسألة العلمنة والإسلام في السياسة. وعلى بساط النقاش ألح السفير الفرنسي السابق في "نواقشط" أن الدول الغربية مهما كانت لا تستطيع أن تكون نموذجا لأي دولة عربية ومن هنا تمنى أن تكون مرحلة ما بعد الثورات العربية سانحة لبروز "مجتمع المواطن" كما وصفه يكون المواطن العربي فيه حلقة الربط والوصل وهدف العمل ككل لا أن يكون وسيلة في يد النظام الحاكم لبسط نفوذ ومنها قضاء مصالح مع حاشيته الضيقة فقط.أكد واستنسخ "بيار لافرانس" التجربة الحالية من عمله كوسيط دولي وأممي سابق في قضية المعابد البوذية في أفغانستان سنة 2002 والتي توسط فيها لأن لا تهدم حركة طالبان المعابد البوذية التاريخية و الشهيرة وقال إن فكرة "تحطيم الاستكبار العالمي" تقف خلف تفجير المعابد المذكورة بدرجة أكبر وأيضاً مركز التجارة العالمية و البنتاغون. و إذا أخذنا بعين الاعتبار الآن في فكرة كسر النظام الجائر كانت من نفس المنطلق

وقد ذهب الأستاذ الجزائري عبد القادر عبيد الباحث في المركز الجزائري للبحث في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي ذهب إلى ذات المنطلق وقال بالحرف "انه لو سألتم الأطراف المباشرين لهذه الثورات سواء كانوا مصريين أو ليبيين أو تونسيين ما هو مقصدكم فلن يستطيعوا الرد عليكم" وأشار الباحث الجزائري أن ما جرى منذ أربع سنوات في الرقعة العربية توقعه خبراء دوليون منذ زمن طويل جدا ولكنهم لم يستطيعوا أن يحددوا محاور سيره. إذ أن تقريرا لبرنامج الأمم المتحدة من أجل التنمية أعد سنة 2002 حول التنمية والتطور البشري في العالم العربي من خلال إطلالة عن المعرفة والحريات وترقية المرأة خلص إلى توقع ثلاث توجهات للتغيير في المنطقة هي: توجه الكارثة الوشيكة، أو توج التغير العنيف من خلال الازدهار الإنساني والتعبير السلمي وتوجه الوسيط الذي يأخذ الإصلاح ألمجتمعاتي منطلق له وكانت مسألة النخبة العربية واحدة من نقاط النقاش الطويل إذ ركز بعض الخبراء على أن الثورات العربية بالنهاية لم تسمح ببروز نخب وأن كل الذين حسبوا كنخب سرعان ما التهمهم النظام واسترجعهم بهدف إعادة تشكيل النظام القديم.