طغت الفوضي على المؤتمر السنوي العام لحزب العمال البريطاني أمس الإثنين، بعد تصويت أدى وبفارق ضئيل الى رفض محاولة لنشطاء لإجبار زعيم الحزب جيريمي كوربن على تبني موقف مؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي يقلب نتائج استفتاء عام 2016.
وتحوّل المؤتمر إلى مواجهة بين جناحي المعارضين لبريكست والمؤيدين له بعدما تعذّر التوفيق بينهما، وذلك مع اقتراب المهلة النهائية للخروج من الاتحاد الأوروبي المحددة في 31 أكتوبر بعد 46 عاماً من العضوية.
وكانت جهود كوربن لتوحيد الطرفين عبر بقائه خارج دائرة النقاش ووضعه القرار النهائي بين أيدي الناخبين قد أدت إلى انخفاض كبير في شعبية الحزب.
وفي تصويت برفع الأيدي، سقط مقترح ينص على إجبار الحزب على "القيام بحملات نشطة لإجراء انتخابات والبقاء في الاتحاد الأوروبي من خلال استفتاء (ثانٍ)"، على الرغم من صعوبة حسم نتيجة التصويت بشكل لا لبس فيه.
وهذا يعني أن الحزب سينهي المؤتمر كما بدأه، أي ببقائه على نفس الموقف لصالح إجراء استفتاء ثان بدون خوض حملات علنية سواء ضد أو مع بريكست.
ويمثل هذا الموقف انتصاراً للاشتراكي المخضرم والزعيم الرسمي للمعارضة البريطانية كوربن، وضربة مؤلمة لمجموعة من كبار مسؤولي الحزب الذين رصوا صفوفهم في محاولة لجعل حزب العمال مؤيدا لأوروبا بشكل علني وواضح.
وكتب رئيس بلدية لندن صديق خان على تويتر بعد اعلان نتيجة التصويت "لا أعتقد أن هذا القرار يعكس آراء الغالبية الساحقة من أعضاء حزب العمال الذين يرغبون بشدة في وقف بريكست".
واكد أن حزب"العمل هو حزب مؤيد للبقاء" في الاتحاد الأوروبي.
وأقر كوربن النتيجة بعد نقاش حام استمر لساعتين انتهى بتصويت متقارب جداً، بحيث لم يتمكن أحد في البداية من معرفة المقترح الذي فاز.
وخلال عملية التصويت أعلنت رئيسة المؤتمر ويندي نيكولز بعد احصاء الأيدي المرفوعة لمئات المندوبين الذين ضاقت بهم قاعة المؤتمر في مدينة برايتون الجنوبية على الساحل الإنجليزي "في رأيي، لقد أقر".
ثم استدركت بعد لحظات "لا آسفة، لقد خسر".
ولاحقاً رفضت نيكولز التماساً من أحد المندوبين المؤيدين للاتحاد الأوروبي الذي قفز على خشبة المنصة لطلب إعادة إحصاء الأصوات.
وقالت وسط صيحات غاضبة من احدى زوايا قاعة المؤتمر "أيا كان الاتجاه الذي سأسلكه في هذا الأمر، سأكون في ورطة".
وكان نشطاء الحزب قد قضوا ساعات طويلة ليل الأحد في محاولة للتوصل إلى مقترح واحد لبريكست يمكن طرحه للتصويت أمام المؤتمر الإثنين، لكن انتهى بهم المطاف إلى الخروج بثلاثة مقترحات.
فهم أقروا أولاً مقترحاً يدعمه كوربن وينص على عدم تبني الحزب لموقف رسمي بخصوص بريكست، في تصويت سري أثار غضب المندوبين خلال عطلة نهاية الاسبوع.
المقترح الثاني كان المحاولة مثار الجدل التي سقطت بالتصويت لإجبار الحزب على تبني خيار "البقاء" في الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي.
أما الثالث الذي أقر وتمت الموافقة عليه فقد كان الأقل إثارة للجدل، وهو يختلف قليلاً عن مقترح كوربن، لكنه أيضاً يطلب من الحزب "بناء التوافق الأقصى" على البقاء على الحياد في قضية بريكست.