في مقاله مساء الخميس بصحيفة الجارديان البريطانية يرى المحلل، كريس ستيفن، من طرابلس أن الإطاحة برئيس الوزراء علي زيدان، والذي فر إلى أوروبا هذا الأسبوع، ستزكي القتال بين المناطق الشرقية والغربية في ليبيا وهو ما يهدد بتقسيم البلاد.وينقل الكاتب عن جيف بورتر، وهو مستشار مخاطر متخصص في شؤون شمال أفريقيا، افتراضه "مع الأخذ في الاعتبار ان سيادة الحكومةالمركزية وسيطرتها على النفط في ليبيا على المحك، فإن جميع هذه الجماعات، بخصوماتها وتحالفاتها المؤقتة تجعلنا نتوقع أن ما سيحدث بعد ذلك سيكون عنيفا".

يرى ستيفن أن علي زيدان، وهو شخصية لديها شعبية عند الدبلوماسيين الغربيين، أقيل من قبل المؤتمر الوطني العام الذي يهيمن عليه الإسلاميون يوم الثلاثاء بعد فشله في منع تحميل ناقلة النفط الكورية الشمالية من الميناء التي يسيطر عليها المتمردون في المنطقة الشرقية من برقة.وخوفا من الاعتقال عقب إقالته، أقدم زيدان على الهروب في وقت متأخر من الليل من طرابلس على متن طائرة خاصة، تاركا وراءه حكومة وبلد في حالة اضطراب، وينما يستعر القتال على مواردها النفطية الغنية. كما أن المتمردين في شرق البلاد يريدون حصة أكبر من الدخل المتولد من أكبر احتياطيات نفط في أفريقيا. ولكن الإنتاج انخفض منذ فصل الصيف، عندما أعلنت جماعات عن حكم فيدرالي لها في برقة، وحاصرت محطات النفط الرئيسية.

وحجة المتمردين هو أن الكثير من النفط في ليبيا يستخرج من شرق البلاد ولكن إيراداته تتدفق إلى طرابلس في الغرب، وطالبوا بحصة أكبر من الدخل في مقابل رفع حصارهم عن موانيء النفط شرقا.وعائدات النفط تكاد تكون المصدر الوحيد للدخل لليبيا، بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي في ثورة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بلد يتميز بعنف الميليشيات، واقتصاد يحتضر مع وجود جيوب من التطرف الإسلامي.

بعد إقالة زيدان، شنت ميليشيات مصراتة القوية، المتحالفة مع المؤتمر، هجوما لاستعادة السيطرة على محطات النفط المحاصر، واقتحمت قاعدة وسط مدينة سرت، لتخلف العملية خمسة قتلى.وفي غضون ساعات، أقامت الميليشيات الفيدرالية (أو ما يعرف بـ"قوات دفاع برقة " المدعومة من قبل بعض وحدات صغيرة بالجيش النظامي ) خط الدفاع في منطقة الوادي الأحمر، وهذا هو الحال طوال الطريق المؤدي إلى موانئ النفط. كما هدد متحدث عن المتمردين بحرب أهلية حال شن أي هجوم عليهم.

وسرعان ما ندد نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر، بالمتمردين معتبرا إياهم مخترقين للقانون، وأعطاهم مهلة أسبوعين لفك الحصار عن الموانيء.  وبعد استعراض لأحداث العنف في الأيام القليلة الماضي، يخلص الكاتب إلى أن الفدراليين واثقون من نجاحهم؛ لكون المؤتمر نفسه واقعا تحت الضغط، بعد احتجاجات من جميع أنحاء البلاد لقراره البقاء في منصبه إلى ما بعد ولايته الأصلية، والتي انتهت الشهر الماضي.ويستعد العديد في العاصمة بنغازي بشرق ليبيا للإشتباكات "هناك توتر في كل مكان بالشوارع "، بحسب ما ينقل المقال عن أحد السكان، وهو رجل أعمال طلب عدم الكشف عن اسمه، والذي يضيف "الجميع يستعد للحرب. القوات تتجمع في الوادي الأحمر".وينقل المقال عن "جون هاملتون"، وهو محلل لشؤون النفط يعيش في لندن، أن الأوضاع في شرق البلاد تقترب من أن يعلن المتمردون ومن طرف واحد المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم "منطقة مستقلة".

وتأمل قوات المتمردين بالشرق في الحصول على دعم من القوات الجوية، حيث تمردت سابقا ثلاث قواعد جوية لتنضم للواء السابق خليفة حفتر الذي دعا الشهر الماضي لإنهاء عمل المؤتمر بالقوة.وذهب المتمردون لأبعد من ناقة النفط الكورية، قائلين أنهم يخططون لصفقات مماثلة، حيث أعلن عن ناقلة نفط أخرى سيجري تحميلها من ميناء طبرق شرقا.ودوليا، كان الصمت هو السيد، رغم إصدار بريطانيا والولايات المتحدة تصريحات معارضة لمحاولات الفيدراليين لبيع النفط بشكل مستقل، لكن دبلوماسيين يقولون ان نفوذ البلدين سيقتصر على عرضهما القيام بوساطة بين الفصائل ليس إلا.