أقر رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بأن المؤسسة العسكرية المصرية هي جزء من الخارطة السياسية وأن دورها السياسي يمثل “هويتها” ومصدرا من مصادر “شرعية تكوينها”.

وما يثير التساؤلات، حسب صحيفة العرب، أن تصريحات الغنوشي الجديدة جاءت قبل بدء زيارة وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إلى تونس، وكأنما أراد رئيس حركة النهضة أن يوجه رسالة دقيقة للقيادة القطرية مفادها أنْ كفوا الآن عن لعبة الاستقطاب والتحريض في تونس.

وتروج تسريبات عن وجود خلافات بين النهضة وقطر التي زاد رهانها على الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي الذي يتهم بالوقوف وراء فوضى الاحتجاجات الأخيرة، ويتهمه قياديون في حركة النهضة بأنه يعمل على سرقة جمهورهم الانتخابي.

واعتبر مراقبون هذا التصريح تعبيرا عن خطة شرع الغنوشي بتنفيذها في الفترة الأخيرة، تقوم على تجنب معاداة السلطات المصرية، ومد اليد للحوار معها سواء مباشرة أو بواسطة السعودية، وأن الهدف هو إنقاذ الإخوان من نهاية مأساوية خاصة بعد سلسلة الأحكام القضائية الأخيرة في مصر.

وليس مستبعدا أن رئيس حركة النهضة قد تلقى تفويضا كاملا من التنظيم الدولي لتسويق خطاب التنازلات واستجداء وساطة سعودية، وهو الذي نجح عبر خيار التنازلات في إنقاذ حركته من مصير مشابه لمصير إخوان مصر حينما اتسعت دائرة الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بإسقاط حكم النهضة خلال 2013 و2014.

وكان رئيس النهضة والقيادي في التنظيم الدولي أكد في تصريحات سابقة أن إخوان مصر ارتكبوا “أخطاء” بل ووصف في مداخلة له في اجتماع قادة التنظيم العالمي للإخوان عقد في مايو 2014 في اسطنبول، قيادة الإخوان في مصر وسياستهم بـ”المرتبكة والارتجالية والمتمردة والصبيانية”.

وأثار الإعلان عن زيارة الوزير القطري إلى تونس جدلا سياسيا واسعا حول أهدافها.

وقال البرلماني الجيلاني الهمامي إن زيارة العطية في هذا التوقيت “مرفوضة سياسيا لأن توقيتها ليس بريئا، وأهدافها غامضة”.

وقال إن هذه الزيارة أملتها التطورات الجيوسياسية، وخاصة منها المُستجدات الميدانية والسياسية في ليبيا، واعتبر أن العنوان الأبرز لها مُرتبط بكيفية فك العزلة عن حلفاء قطر في تونس وليبيا، وخاصة ميليشيا “فجر ليبيا”.