قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية  خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية اليوم السبت بتونس تحت عنوان "مسار الثورة التونسية وخيار التوافقات" أن "التغيير المتدرج اقل كلفة ومغامرة من التغيير الثوري ,واستشهد بما حصل في المغرب والذي يؤكد ان النظام يمكن ان يتطور .واشار الى ان ما حصل في تونس ستتلوه تجارب اخرى في اتجاه "الدمقرطة" .

وعن الثورة ايضا قال راشد الغنوشي انها اكبر حدث في تونس على مر تاريخها الحديث واهم حتى من الاستقلال لان الاستقلال لم يكن له تاثير في العالم لكن الثورة كان لها صداها ,واعتبر ان الثورات العربية الاخرى اطاحت بالدكتاتوريات لكنها غرقت في الفوضى عكس الثورة التونسية ,التي حصلت داخل النفوس والعقول ولذلك فان الديكتاتورية لا يمكن ان تعود.

الغنوشي قال ايضا ان الحملات الانتخابية اعادت احياء الخوف اما من الديكتاتوريين او الاسلاميين لكن الشعب تحرر من هذه العقدة ولم يعد يخاف ,وعاد الى فترة 2012 و 2013 معتبر ان تونس خلال تلك الفترة شهدت فترة متازمة حيث انقسم المجتمع الى قسمين ,لكن تم تدارك الامر وانتقلت تونس من التنافي (قانون تحصين الثورة ,فصول في القانون الانتخابي ) الى التوافق وهذا ما جعل الثورة تنجح ,على حد تعبيره .

وشدد رئيس حركة النهضة على "ضرورة اعتماد منهج  التوافق والتسامح حتى لا نصدر المعارك الى الاجيال القادمة " داعيا الى " ضرورة التفريق بين النظام القديم واشخاص النظام القديم معتبرا ان افراد النظام القديم دخلوا في النظام الجديد ,وقال "من دخل تحت الدستور فهو ابن من ابناء الثورة"

 من جهته قال رفيق عبدالسلام وزير خارجية تونس الأسبق و رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية  ان التونسيين "يحق لهم الاحتفاء بالثورة التي صمدت عكس الثورات الاخرى" مشيرا الى ان التونسيين "اثبتوا انهم قادرون على حماية تجربتهم الوليدة ومؤكدا ان المفتاح السحري الذي انقذ الثورة هو الحوار و التوافق".

و شدد رفيق عبد السلام على ان تونس اثبتت امكانية الالتقاء بين الاسلام والحداثة والاسلام والديمقراطية داعيا الى ايلاء هذه التجربة ما تستحقه من الدراسة.