أكدت الكاتبة الصحفية عفاف الفرجاني رئيس تحرير صحيفة الموقف الليبي، أن الجنوب الليبي يتكون من نسيج ديموغرافي بسيط، يعتمد على مكونات متجانسة من عدة قبائل ترتبط مع بعضها البعض بعلاقات الدم والمصاهرة.
وبينت الفرجاني، خلال لقاء تلفزيوني، أن التوزيع الديموغرافي فى الجنوب الليبي هو المكون الرئيسي لهذه المنطقة، مشيرة إلى أن هذا المكون يوجد به قبائل التبو، وأولاد سليمان، والقذاذفة، والطوارق، وكانوا متعايشين سلميًا بالرغم من أنها قد تبدو تركيبة معقدة، لافتة أنها فى الحقيقة تركيبة "بسيطة جدًا"، لأن هناك صلات نسب وأبناء عمومة وأقارب، ولكن ما حدث إبان فبراير 2011 قد قلب كل الموازين.
وأوضحت الفرجاني، أن الصراع فى الجنوب الليبي يقع بين قبلتين طفوا على المشهد السياسي والأمني نتيجة تداعيات متتالية، هما قبيلتى التبو وأولاد سليمان، وهما الأكثر عنفًا فى الصراع، مشيرة أن هناك جزء كبير منهما محسوب على فبراير، وانخرطوا فى العمل فى خندق واحد "الخندق الفبرايري" ضد النظام السابق.
وكشفت الكاتبة الصحفية، أنه بعد سقوط الدولة الليبية بدأ تقسيم هذه المناطق لمناطق نفوذ، أو ما يُعرف بالمليشيات، وقامت قبيلة أولاد سليمان بتشكيل "اللواء السادس"، وهو أقرب لمليشيات طرابلس، لافتة أنهم مدنيين تم إعطاءهم رُتب عسكرية دون وجه حق.
وتطرقت الفرجاني إلى الأحداث الدموية في الجنوب من قبل الفصائل التشادية المعارضة، وممارستها للعنف والحرابة، لم يأتي عرضًا أو جزافًا، وأن الساحل الليبي كان مؤمنًا بطلائع الشعب المسلح. وأوضحت أنه عقب أحداث فبراير 2011، وبعد سيطرة التبو وأولاد سليمان على المنطقة، بسطت القوة السادسة نفوذها على القلعة، عن طريق أولاد سليمان، وأصبح التبو فى "حالة ضعف"، لأنها كانت المدخل الاستراتيجي لدخول قبيلة التبو إلى مناطقهم، وأصبح الأمر معقدًا بالنسبة لهم، ودخلوا فى صراع مع أولاد سليمان عن طريق الاستعانة بـ"مرتزقة" من المعارضة التشادية، لمواجهة العدو الجديد.
وأشارت الكاتبة الصحفية، أن الطرف الآخر من أولاد سليمان يتبع جزء كبير منهم لحكومة الوفاق، لافتة أنه صار هناك "دم" بينهما، والخلاف الذي سال فيه الدماء، تحول إلى صراع قبلي.، مضيفة أن التبو عندما تحالفوا مع المعارضة التشادية قويت شوكتهم فى المنطقة، وعندما قل الدعم المالي، وأصبحوا فى حاجة إلى تمويل، بدأوا فى العمل كعصابات ومرتزقة، حتى وصلوا إلى "أم الأرانب" وهى تقع تحت السيادة الليبية، وأصبح أهل الجنوب يواجهون صعوبات فى التنقل داخل مناطقهم، وقد يتعرضوا للحرابة، وهذا ما رأيناه فى واقعة اقتحام الشركة الصينية، مشيرة أنه كان بين الأسرى مواطنين، واصفة المجرمين بـ"عصابة شكل دولة". فيما أكدت عفاف الفرجاني، أن المسألة ليست معقدة كما "يُسوق" لها، لافتة أن ليبيا كانت قادرة على دحر المعارضة التشادية من الجنوب على مدى 42 عامًا، وأكدت أن هناك معضلات فى ظل غياب الدولة الليبية، وانتهاك سيادتها، والتدخل الفرنسي فى الجنوب، إلى جانب هيمنة الدول الخارجية على طرابلس العاصمة، وعلى حكومتها.
واستطردت قائلة: "ليبيا الآن ما بين مطرقة احتياجات المواطن، وبين سندان ما تحتاجه الحكومة المستوردة، والأوضاع سيئة جدًا"، على حد وصفها.
وأوضحت خلال حديثها عن قضية الجنوب، أنه قبل أيام تم دحر بعض العناصر التشادية المعارضة بالتعاون مع السلطات والجيش التشادي، لأنها معارضة غير مرغوب فيها داخل وطنهم، وعن مفتاح الحلول أشارت إلى أن الأمر يحتاج إلى وقفة جماعية من الجيش الليبي، مبينة أن القيادة العسكرية فى المنطقة الشرقية دعمت الغرفة الأمنية المشتركة.
أضافت الفرجاني، أن خليفة حفتر لم يستحدث الغرفة الأمنية المشتركة، لأنها كانت موجودة بالفعل، وتم تكوينها باثنين من أعضاء القيادة العسكرية، وبعض من الأهالي، وكان مطلب جماهيري شعبي، وتنادت القيادة فى المنطقة الشرقية لتكوينها، بقيادة العميد المهدي، وتم اقتحام الشركة الصينية، وفندق الجبل، وتم دحرهم وتخليص عدد كبير من المخطوفين، وأثناء الاشتباك تم أسر أربعة أشخاص من الفقهاء، واثنين من التبو، وتم تصفيتهم كأسرى من عناصر الفصائل التشادية المسلحة، بحسب الأخبار المتداولة مؤخرًا