الفنان "محمد الرابطي" سيرة طويلة مع عوالم الموسيقى و موسيقى " الريجي" تحديدا ، عقود من العطاء الفني، وهو يشرع الان بالعمل على مشروع فني كبير ، صحيح سيكون منتجه أغاني لكنه يحمل معنى فلسفي كبير وقيم إنسانية أكبر فكل أغاني هذا المشروع تحمل بطياتها أسئلة وردود على سؤال معرفي كبير .. ليس محلي فقط بل يدور في فلكه العالم كله ، وهو ببساطة لمّا نختلف ؟؟ والخلاف في الراي سمة وميزة للانسانية وابدأ لم يكن سبب أو مدعاة للعداء أوالتنافر أوالحرب ، وللاسف هذا ما نعيشه ومانعانيه بالواقع الان.
الرابطي .. وبهذا المختصر افتتحنا حوارنا معه ليحكي لنا بعدها عن الذكريات والقديم من منجزه ورصيده الفني الكبير عن تاريخ موسيقى (الريجي ) بليبيا والذي صار جزء من الوجدان الليبي ، وايضا ليحكي لنا عن إنطلاقته بمشروعه الجديد والذي وضع له خطة خمسية لموعد الانتهاء من مجموع أعماله وقد انطلقت خمسيته هذه من مستهل هذا العام الرابطي وخارج اسئلة "بوابة افريقيا" وفي أول حديثنا أفادنا بأن هذا المشروع وخارج اطار الاغاني ولان سؤاله معرفي فأنه سيصوغه في كتاب ، وكيف لا والرابطي زميل صحفي قديم بمهنة المتاعب قبل أن يغادرها للابحارفي عوالم الموسيقى .
س / لنبداء تقليديا ونحكي عن أول رحلة الرابطي مع عالم الموسيقى .
ج / أنا خريج كلية الفنون الجميله سنة " 92\93" أما بدايتي الفنية فكانت بمراحل أبكر من ذلك بكثير وتحديداً كانت بسنة "1982" وكانت برفقة الفنان "عياد بالخير" حينها شكلنا فرقة وسميناها بأسم "ثنائي الامل"
وأول عمل سجلناه حينها كان بعنوان "oh again " وقد تم تسجيله في ايطاليا سنة "86 " ويعد هذا العمل أول عمل لفرقة عربية يذيع بقناة " rai ono " القناة الرسمية الايطالية .
س / ثم ماذا بعد ذلك ؟؟؟
ج / بعد ذلك قمنا بتسجيل البوم غنائي سنة 1987 بعنوان " كانت حياتي" وقد احتوى على ثمانية أعمال نالت رضي الجمهور حينها .
وأضاف الرابطي .. بعد ذلك أنتقلت لمصر انا والاستاذ " عياد بالخير " وتعاقدنا مع شركة " 3m" و هذه النقلة أتاحت لنا فرصة العمل خارج الاطار المحلي فتعاونا مع عدة فنانين مصريين لذا كانت تجربة ثرية وعادت علينا بالكثير من النفع وتتطورنا فنيا كثيرا بعدها ..
س / نعتقد هاهنا وصلت لمرحلة التعاون مع الفنان "ابراهيم الحسناوي" وتكوين فرقة "ابناء افريقيا "؟
ج / ليس الامر هكذا تماما فما حدث نعم التحقت بالرائع "ابراهيم الحسناوي "وشكلنا فرقة "ابناء الصحراء " وليس كما ورد في سؤالك واستمريت برفقة الرائع "ابراهيم الحسناوي" حتى سنة 1993 وكنت حينها قد انهيت دراستي بكلية الفنون ونلت شهادة التخرح
لكن نعم بعد ذلك تم تكوين
فرقة " أبناء أفريقيا " وكنت من مؤسسيها مع الفنان الكبير رحمه الله " فتحي الديقز " وكانت البداية من خلال البوم "جينا اليوم" . .... ولازلت والى الان أنتمي لهذه الفرقة ذات التاريخ العريق .
س / بعد ذلك كانت لك الكثير من الاعمال منها الفردية، و منها مع الزملاء الاقدمون .. ومنها مع اصوات جديدة ماذا عن هذه المرحلة ؟؟
ج / بعد هذه المرحلة تنوعت نشاطاتي وأعمالي فقد سجلت البوم مع الفنان "محمد سعد " اخترنا له من الاسماء "انى معاكم "
تم كانت لي عودة مع الفنان " عياد بلخير " فسجلنا البوم اخر جمعنا ايضا والفنان المرحوم "فتحي الديقز " من جديد و اشترك فيه معنا الفنان "محمد سعد " وذلك من خلال البوم "ارسم يارسام" وهي ايضا عنوان الالبوم ، والعمل كله من الحاني وكلمات الشاعر "صلاح حموده"
تم قمت بتسجيل عمل خاص بي وهو البوم بعنوان "طيور الجوارح " وقد ضم 7 أعمال غنائية .
س / مع كل هذا لم تحصر الكل من زملائك وممن شاركوك تاريخك الفني هل يوجد كثير ممن لم تذكرهم ؟
ج / ابتسم الرابطي وأجاب .. بل انا اعتذر فلربما نسيت بعض الاسماء بل والاعمال ايضا ، لاتنسى عمري كله أعطيته للموسيقى لكن تذكرت الان فهناك ايضا عمل فردي لي بعنوان "يا نفسي توبي" في البوم " ريقي صح " و لحنت وكتبت عمل مع الفنان " أحمد زنقر" بعنوان" عدي"
ثم البوم "ريقي القلعه" مع الفنان "خالد الميلودي" رحمه الله
و الفنانة " شهد " والفنان " احمد زنقر " والفنان "عادل حوية" .
س / بسردك لهذه الذاكرة فانت تعاملت مع اغلب فنانين موسيقى الريجي بليبيا ؟
ج / نعم تعاملت مع أغلب فنانين موسيقى الريقي أتذكر منهم الفنان المرحوم "خالد الميلودي " الفنان " لطفي الشحومي " الفنان الفنان " عادل حويه" الفنانة "شهد " في البوم غنائي تام من الحاني وكلماتها والفنان " فتحي الماقا".
كما لحنت لعدة فنانين اخرين حوالي عشرين عمل غنائي.
س / بعد كل هذا الارث مالعمل الذي تتحسر عليه كونك اشتغلت عليه و لم ينجز ؟
ج / أجل يوجد عمل كبير لم اوفق في اخراجه للجمهور وهو عمل كبير وكان بالاشتراك مع الفنان الكبير " ناصر المزداوي" في تلحينه ، كان عمل كبير ومشروع حقيقي للاغنية الحديثة بليبيا وكان بعنوان " عين الشمس" وكان هذا العمل سيغنيه وسيشارك فيه أغلب فنانين الموسيقي الحديثه في ليبيا وكان ذلك بسنة 98 ومنهم الفنان المرحوم " نجيب الهوش " والفنان القدير "احمد فكرون" والفنان "ابراهيم الحسناوي " والفنان "محسن بيت المال " والفنان المرحوم " خالد الميلودي" والفنان "لطفي الشحومي" والفنان المرحوم "فتحي الديقز " وكثير من الفنانين مع احترامي الكبير لمن خانتني الذاكرة ونسيت أسمائهم فعمر المشروع قديم وكان كبيرا جدا وكم الاسماء المهمة التي ساهمت فيه كبير أيضا .. ولكن وللاسف تجمد المشروع حينها لقلة الإمكانيات ولم نجد الداعم وللعلم لا زلت احتفظ به إلي الان.
س / بعد سرد هذه الذاكرة عن تاريخ الرابطي وكل زملائه من كبار الفنانين الذين شاركهم في اثراء هذه الموسيقى"الريجي ميوزك " بليبيا من القديم والتي ميزتنا بفظلكم على كل دول الجوار ... رابطي بعد القطيعة والتوقف لفترة حدثنا عن العودة والتي استهلينا حديثنا عنها وحولها .. عن الموسيقى كمشروع معرفي فلسفي انساني .. عن الخمسية الموسيقية والتي تجمعك انت ومجموعة" فكر المستقلة " والتي اخترتم لها عنوان " صراع في زمن المتناقضات " ؟
ج / نعم لا قديم بدون جديد فانا الان أسجل عودتي بعد حوالي قطيعة 15 عام
كانت البداية بتجربة فرديه ومن خلال بداية المشروع الذي ذكرت
"صراع . في زمن المتناقضات "
مع مجموعة " فكر المستقله"
وفكرة المشروع تبلورت من خلال متابعتنا كفناين وبألم لمايشهده العالم من صراعات في هذه المرحلة من عمر الزمن ، سواء كانت دينية أو طائفية أوسياسية ، وكذلك صراع النفود والسلطة ، ورأيت والزملاء أن هذا كله مبني علي شي واحد وبتحديد أكثر سبب علة كل هذا الالم واحد ، وهو عدم الإيمان بمبداء الاختلاف ، والذي يفترض إنه حق طبيعي لكل انسان .. الاختلاف "اس المعرفة " بل هو وسليتنا لكي نجد الحلول لكل مشاكل عصرنا والذي يتطور سريعا كل يوم بل كل ثانية، يجب علينا أن نؤمن بالاختلاف لكي نعيش فوق هذه الأرض بأمان ....فالله خلقنا عليها مختلفين في التفكير واللون والشكل وهذه آيه من آيات الله ومن هنا راودتنا هذه هذه الفكرة ... فكره الإيمان بأن التنوع والاختلاف سمة بين البشر وليس مدعاة للحقد والعداوة بل والحرب احيانا. فكان وان سجلنا اول عمل وهو لي وتقول كلماته .
"لا تسألني عن الهوية منين انا بنكون
اي قرية أو مدينة أو دوله في هالكون
يكفي اني انسان" ....
وتغنيت بها في مهرجان اجاد الاول بمسرح الكشاف والحمد لله لاقت الاغنية نجاح كبير ... ومنها بدأت جديا بالتفكير في المشروع الذي ساندوني فيه مجموعة " فكر المستقله" كما اخبرتكم .. وعلى راسهم الأستاذ "محمد الدحير" و الفنان "عبدالباسط اللبه" والاستاذ " ابراهيم الككلي" بل وسجلنا فعليا اول عمل في المشروع وهو اغنية " ليبيا حكاية اسمها انسان " وهي من كلمات الشاعر "محمد الجويفي" وشاركنا العزف على الة الايقاع "الدرامز" الفنان الموسيقي والرسام "محمد قجوم" وبدأنا البحث جديا في باقي الأعمال وأخترنا الى هذه اللحظة عشرة نصوص لشعراء عرب و ليبيين
وسيكون هناك شعراء آخرين لو وفقنا الله وكتب لنا النجاح في إستكمال هذا المشروع، وهنا يحب أن اشكر الشاعر "محمد الجويفي " والذي بادر للمساهمة بالنصوص الشعرية والوقفة الجادةمعنويا وماديا لدعم هذا المشروع كذلك الموسيقار " عبد السلام القرضاب" والذي من غير مساهمته الموسيقية معنا بالعزف على الة "الساكسفون" في اغنية " حكاية " وعدنا بأن مشروعنا وما دام موضوعه ليبيا والهم الانساني فهو شريك فيه وبدون اي مقابل مادي .
...وكما اسلفت لكم الذكر في بداية الحوار بدات الان بكتابة كتاب بأذن الله يحمل نفس العنوان .. وهنا ابتسم الرابطي وهو يغادر فضولنا بقوله .. عن الكتاب لا تسأل فهذا الحديث عنه وحوله لايزال في بدايته .