فيما تتواصل الدورة الخامسة عشرة  للمهرجان المغربي للفيلم، تم عرض الشريط المغربي المطول "خلف الأبواب المغلقة" للمخرج محمد عهد بنسودة. ويسلط الشريط الضوء على ظاهرة التحرش الجنسي في أماكن العمل.

وتلعب الممثلة الشابة زينب عبيد، في هذا العمل السينمائي، دور البطلة "سميرة"، المرأة الشابة المتزوجة والموظفة بإحدى الشركات، والتي سيحول مديرها الجديد "مراد" حياتها إلى جحيم بعد أن تفنن في طرق التحرش بها منذ الوهلة الأولى لقدومه، بالترغيب والترهيب، لعله يظفر بجواب لنزوتهالمريضة.

وفي ما يشبه خيبة أمل من الفراغ القانوني الذي زاد من صعوبة الإفلات من براثن التحرش وما قد يجره من معاناة يومية أو تنازلات مكلفة، حاولت الضحية "سميرة"، عبثا وبشتى الطرق ثني مديرها عن غيه، ولم يكن لها ماسعت إليه إلا حينما قررت الإيقاع به في شرك الفضيحة لتضبطه زوجته متلبسا.

"التحرش يعيش بيننا، لكننا لا نعطيه قدره من الاهتمام بالرغم من خطورته"، يقول المخرج بنسودة، مبرزا أن عمله السينمائي يعالج إحدى الظواهر الخطيرة المتفشية في المجتمع المغربي على الخصوص والمجتمعات العربية بصفة عامة وهو التحرش، سواء اللفظي منه أو الفكري أو البدني.

وأضاف أنه حاول من خلال هذا العمل، وهو من سيناريو عبد الإله الحمدوشي ويمتد ل100 دقيقة، معالجة قضية التحرش بكيفية "محتشمة"، حتى يتسنى له الوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من المجتمع.

ووصف بنسودة "خلف الأبواب المغلقة" بالفيلم التوعوي بالدرجة الأولى، معتبرا أن التحرش أشبه بسر يعلمه الجميع، ولكن تختلف طريقة "إفشائه سينمائيا" وبالتالي زاوية معالجته من مخرج لآخر.

وكشف، في هذا الصدد، أن هاجسه كمخرج كان هو التمكن من تقديم فرجة سينمائية وفي الوقت نفسه معالجة قضية مجتمعية حساسة جدا مثل التحرش، ولذلك تم الاستعانة بمجموعة من الأدوات السينمائية والرمزية لإيصال فكرة الفيلم.

ويعرف "خلف الأبواب المغلقة"، وهو ثاني فيلم طويل للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة ، بعد "موسم المشاوشة"، مشاركة عدد من وجوه الشاشة الصغيرة والكبيرة، وفي مقدمتهم أمل عيوش وعبد الله فركوس وكريم الدكالي وزبيدة عاكف.