في مقابلة مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" وفي تعليق له عما  تضمنته حلقة برنامج "ناس نسمة" التي بثت على القناة التونسية نسمة  بتاريخ 4 أوت الجاري قال محمد المعلول القائم بأعمال سفارة ليبيا بتونس إن تصريحات  الإعلاميين الليبيين المنتمين إلى "الجماعة الإسلامية المقاتلة" تحت زعامة عبد الحكيم بلحاج أساءت لليبيا وتونس على حد السواء, مشيرا إلى أن هؤلاء تهكموا على بعض المناطق والشخصيات الليبية .  وبين أن هاته الأطراف  ومن وراءها تخدم أجندات خارجية وتسعى إلى عرقلة عمل البرلمان الوطني  الليبي الجديد وحله بعد أن فقد الإخوان السيطرة على الوضع  وخسروا الحكم, مؤكدا أن الوضع في بلده  متأجج و لا يحتمل  مزيدا  من الاحتقان والتجاذب بل يستدعي مساهمة مختلف القوى المتقاتلة في لم الشمل الداخلي وعدم الإساءة إلى تونس أو تهديد أمنها وفق تعبيره.

و في سياق متصل شدد القائم بأعمال السفارة الليبية بتونس على أن إخوان ليبيا  يسعون إلى حكم البلد بأي طريقة كانت, وأنه لهذا السبب بالذات يعملون على عرقلة عمل البرلمان الجديد حسب ما جاء على لسانه.
وبخصوص ما روج حول ترحيل الإعلاميين الليبيين من الأراضي التونسية, أوضح محمد المعلول أنه من الضروري طرح السؤال التالي: "هل تم ترحيلهم أم لا"؟  وأضاف أنه شخصيا لم يتلق أي إشعار رسمي من السلطات التونسية في الغرض, غير مستبعد أن تكون المسألة مجرد "خبر إعلامي" لا غير. وأكد محاورنا أنه من الضروري الحفاظ على العلاقات التاريخية الأخوية بين الشعبين  وأن السلطات التونسية  مطالبة  باتخاذ الإجراءات الصارمة وترحيل كل من يسيء إلى أمنها أو صورتها معتبرا المس بالعلاقات  بين البلدين خطا أحمر لا يجب تجاوزه من طرف أي كان حسب كلامه.

أما عن الجالية الليبية المقيمة بتونس فأشار المعلول إلى أن عدد النازحين الليبيين  منذ سقوط نظام معمر القذافي لا يتجاوز 150 ألف نفر.  في حين يتجاوز عدد  الليبيين المقيمين بتونس  المليون,  منهم الوافدين  بغرض السياحة أو التداوي.

 مطالبا في ذات الصدد  النازحين الليبيين بالعودة إلى بلادهم.  وأقر  في الأثناء بتواجد بعض رموز نظام القذافي في تونس, موضحا أنهم مطلوبون  للعدالة على خلفية تورطهم  في جرائم قتل واغتصاب إبان ثورة "فبراير"  حسب ما جاء على لسانه.

من جهة أخرى أكد رئيس البعثة الديبلوماسية الليبية بتونس أن الوضع في بلده صعب وأن أمل الليبيين في الاستقرار والسلام رهين نجاح عمل البرلمان الوطني الذي تشكل مؤخرا بطبرق.  وبين محدثنا أن نسيج المجتمع الليبي لا يضم طوائف أو تعدديات دينية ومذهبية وأنه مجتمع قبلي أصيل ولذلك سيحسم المعركة وسينتصر على الإرهاب والفتن.   ولاحظ  المعلول أن الجماعات التكفيرية في ليبيا وجدت أرضية خصبة لزرع ونشر الإرهاب,  مبينا أن فشل نظام القذافي في بناء  دولة ذات مؤسسات  قوية وصلبة هو سبب تفشي الإرهاب في  هذا البلد, مستطردا  أن الشعب الليبي يقوم بدور فعال في التصدي للتنظيمات الإرهابية, مذكرا بأن جهات أجنبية يعرفها القاصي والداني هي من تقف وراء نشر الإرهاب والفوضى في وطنه.

أما بخصوص إمكانية طلب التدخل العسكري من "الناتو" أو دول الجوار ومنها الجزائر ومصر لحسم النزاع المستعر في ليبيا, قال محمد المعلول إن سلطات بلاده تطالب بضرورة انخراط المجتمع الدولي في بناء المؤسسات الليبية. وشدد على أن الحل لإنهاء النزاع الليبي ليس عسكريا بل سياسي, موضحا أن المشهد هناك يحتم إجراء مصالحة وطنية شاملة وعاجلة بين مختلف القوى والأطياف السياسية تحت لواء حوار وطني  اقتداء بالتجربة التونسية, داعيا في الأثناء  إخوان ليبيا إلى الجلوس على طاولة الحوار والاستفادة من موقف حركة النهضة التي اختارت تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية الضيقة, وهو ما ساهم في وقاية تونس من الانزلاق في أتون الصراعات أو الاقتتال الداخلي منهيا كلامه بأن تونس تجاوزت محنتها و أنه على  الأطراف الليبية الاستفادة من تجربتها التي تعتبر ناجحة  وفق تعبيره.