أكّدت مصادر إعلامية أن مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على بعض المناطق في شمال مالي يسعون للحصول على مضادات للطائرات، حسب موقع ليبيا المستقبل.

وذكرت أن "هناك جهودا مكثفة للقاعدة في الشمال المالي للحصول على أسلحة متطورة، تتزامن مع رصد اتصالات هاتفية لبعض الإرهابيين وحصول أجهزة الأمن في المنطقة على وثائق هامة تؤكد أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حصل على صواريخ نوعية طلبها من أنصار الشريعة في ليبيا".

ويأتي هذا السعي المحموم للحصول على أسلحة متطورة بعد تأكيد القوات الفرنسية في مالي أنها شلّت حركة القاعدة بعد تطويقها ورصد كامل تحركاتها في المنطقة، حيث قال رئيس أركان جيش البر الفرنسي، الجنرال جان بيار بوسي، في تصريحات سابقة، "في شريط الساحل والصحراء، أحرزنا نقاطا كثيرة ومع جميع المعلومات الاستخبارية التي بحوزتنا، بتنا قادرين على تتبع نشاط التنظيم ومحاصرته".

ويرى الجنرال الفرنسي أن قواته قد خاضت عمليات عسكرية متميزة تهدف إلى تزويد القوات الخاصة الفرنسية بالمعلومات الاستخباراتية التي تمدها طائرات دون طيار وطائرات هيلكوبتر لتحديد أهداف تنظيم القاعدة للكشف عن مخابئ أسلحته، أو رصد تحركات عناصره.

من جهة أخرى، أعلن بلال أغ الشريف زعيم تنسيقية حركة "أزواد" التي تضم المجموعات المتمردة الرئيسية في شمال مالي أن التنسيقية ستوقع في يونيو الحالي اتفاق السلام في مالي وذلك بهدف إنهاء الأزمة وتحجيم المجموعات والتنظيمات المتشددة.

وفي هذا الصدد أفادت تقارير إخبارية بأن حركة أنصار الدين المقربة من تنظيم القاعدة تمارس عمليات تحريض واسعة النطاق في مدن إقليم أزواد ضدّ اتفاق السلام الذي من المقرّر أن ينهي الأزمة السياسية بين دعاة الانفصال من الطوارق والسلطة الرسمية الممثلة في حكومة باماكو.

وتستغل حركة أنصار الدين التي لا يشملها اتفاق السلام، نفوذها القبلي خاصة على قبيلة إيفوغاس (كبرى قبائل طوارق إقليم أزواد) لمنعهم من التوقيع على الاتفاق وإنهاء الأزمة المالية المتشعبة، وهو ما يجعل مسألة إقناع القاعدة الشعبية للفصائل الأزوادية ببنود الاتفاق أمرا شديد الصعوبة. وينتشر منذ قرابة سنة تقريبا ثلاثةُ آلاف جندي فرنسي في خمس دول أفريقية وهي موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.

وكلفت العملية في هذه المنطقة الخزينة الفرنسية أكثر من 500 مليون يورو. وتعتبر منطقة الساحل الأفريقي من أكثر مناطق العالم فقرا، حيث يعيش سكانها تحت معدل خط الفقر.