أكدت مصادر قبلية ليبية أن القبائل الليبية ستعقد خلال الأيام القادمة اجتماعا مهما بمدينة سيدي البراني المصرية ، المتاخمة للحدود المشتركة بين البلدين .
وقالت المصادر أن ممثلين عن مختلف القبائل الليبية سيحضرون الاجتماع الذي سيتم خلاله دعوة مصر لدعم الشعب المصري في مواجهة التدخل التركي السافر.
وأوضحت أن المئات من قادة ووجهاء وأعيان القبائل الليبية في المنطقة الشرقية وكذلك في غرب وجنوب البلاد قرروا عقد اجتماع حاشد في مدينة سيدي البراني لدعم الموقف السيسي ومساندة رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للأزمة في بلادهم ، وخاصة فيما يتعلق بالتصدي للتدخل التركي وإعلان سرت والجفرة خطا أحمر والدعوة الى حل الميلشيات والعودة الى طاولة الحوار السياسي.
وتابعت أن الاجتماع سيصدر عنه بيان للرأي العام الوطني والدولي ، يعبر عن موقف الشعب الليبي المؤيد لموقف القيادة المصرية ولقرارات الجامعة العربية والإتحاد البرلماني العربي حول التدخل التركي وانتشار الميلشيات والمرتزقة في غرب البلاد ،
ويأتي هذا الاجتماع بعد أن أعلن السيسي السبت الماضي من قاعدة سيدي البراني عن استعداد بلاده لدعم القبائل الليبية في تصديها للتدخلات الخارجية ، وقال أن ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، مشيرا إلى أن مصر مستعدة لتدريب شباب القبائل في ليبيا وتجهيزهم وتسليحهم.
وشدد السيسي على أن مصر مستعدة لتقديم التضحيات اللازمة والمواقف الشريفة، قائلا: "إذا قلنا القوات تتقدم ستتقدم القوات وشيوخ القبائل الليبية على رأسها وعندما تنتهي المسألة ستخرج القوات بسلام لأننا لا نرغب في شيء إلا أمن واستقرار وسلام ليبيا".
وقوبل موقف السيسي بترحيب كبير من قبل الفعاليات الشعبية الليبية وفي مقدمتها القبائل التي تمثل الأغلبية الساحقة للشعب الليبي ،
وقال الشيخ صالح الفاندي، رئيس مجلس مشايخ وأعيان ليبيا، إن تصريحات الرئيس السيسي رفعت معنويات ورؤوس الليبيين، خصوصا وأن ليبيا ومصر كيان واحد، وأمنهما واحد .
وأوضح الفاندي أن الجيش المصري هو صمام الأمان للمنطقة العربية، مضيفا أنه يتكلم بصوت 5 آلاف شيخ قبيلة كانوا قد اجتمعوا في مدينة ترهونة في فبراير الماضي ، وأسسوا مجلسهم الذي يتحدث اليوم باسمهم.
وتابع الفاندي :" نحن على أتم الاستعداد للتصدي للاستعمار التركي السافر.. ونشكر جميعًا موقف مصر على خطاب الرئيس السيسي"، مؤكدًا أن مجلس مشايخ القبائل الليبية يتحدث بلسان 90% من القبائل الليبية".
وبدوره ، أبرز محمد المصباحي رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية، إن رسائل الرئيس السيسي هي استجابة للمطالب الليبية والشعب الليبي، مؤكدا أن القبائل التي تمثل الشعب في مختلف المناطق بما فيها تلك الخاضعة لنفوذ جماعات الإرهابيين والمرتزقة تدعم وبقوة الدور المصري ، وترى فيه تأكدا على وحدة الدم والهدف والمصير ، وعلى أن الأمن القومي للبلدين وللأمة العربية واحد .
وبين مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة ، أن ليبيا تشهد استعمارا تركيا يسعى إلى السيطرة على مقدراتها ونهب ثرواتها، وتفكيك النسيج الاجتماعي، وإحياء الإرث العثماني، علاوة على تحويل ليبيا إلى حاضنة للإرهاب والمرتزقة والدواعش، وإطالة حكم المليشيات التي لا يمكن أن تصدر الخير والسعادة لليبيين مهما طال بها البقاء أو تهيئت لها الظروف ، مجددا تأييده لموقف السيسي وترحيبه بدور مصر في التصدي لأطماع ومؤامرات أردوغان.
كما أعلن المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بالمنطقة الشرقية الليبية تأييده للمبادرة المصرية للحل السياسي وما جاء فيها من بنود ،وثمن ما ورد في خطاب السيسي والذي جسد مدى العلاقة بين الشعبين و"وحدة الدم والمصير" ، وفق بيان صادر عنه.
الى ذلك ، قال مصدر من مجلس مشايخ وأعيان القبائل الليبية أن غرفة العمليات التركية في ليبيا تحاول شق الصف القبلي بنشر بيانات مزورة ودون توقيع رسمي ، بزعم أنها تمثل المجلس ، وأضاف أنه لا توجد قبيلة ليبية واحدة تدعم مشروع أردوغان في ليبيا أو جرائم الإرهابيين والمرتزقة ، وأضاف أن النظام التركي يدرك أنه مرفوض من القبائل ومن عموم الشعب الليبي ، وأن حلفاءه في الداخل الليبي لا يمثلون أكثر من 5 بالمائة من عموم الشعب ، وأن لا شرعية شعبية أو اجتماعية لجماعة الإخوان التي يراهن عليها ، ما جعله يعتمد في غزوه للبلاد على مرتزقة أجانب وعلى محاولة الزج بفئات من بعض الأقليات.