بدأت اليوم الأربعاء قمة أوروبية - أفريقية في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة أكثر من 90 رئيس دولة و حكومة أوروبية وأفريقية.وتعقد هذه القمة في دورتها الرابعة، والتي تختتم أعمالها غدا الخميس، تحت شعار "الاستثمار فى السلام والرخاء والشعوب".

وتمثل هذه القمة فرصة لمراجعة التقدم المحرز فى تنفيذ الإستراتيجية المشتركة، التى تم إقرارها عام 2007 وتغطى مختلف مجالات التعاون بين أفريقيا والاتحاد الأوروبى.ومن المنتظر أن تصدر القمة خطة عمل مشتركة بأهداف وبرامج للتعاون بين الجانبين خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2017.

وفي كلمته بافتتاح القمة، قال هرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي: "من المهم أن نستهل يومين من الاجتماعات المكرسة للعلاقات الأوروبي الأفريقية بجلسة استثنائية مخصصة لتباحث الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى مع العواقب الهائلة على السكان المدنيين وتأثيرها الإقليمي الذي بات يشكل مصدر قلق كبير".

وتابع بقوله إن الوضع الأمني في هذه البلاد ازداد سوءا  منذ القمة الأفريقية - الفرنسية أوائل ديسمبر/ كانون الثاني الماضي في باريس من خلال توسع دائرة العنف وانتشار الشعور بالانتقام في جميع أنحاء البلاد .والمجلس الأوروبي هو قمة لرؤساء الدول ورؤساء الحكومات الثمانية والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ومضى فان رومبوي قائلا إن "نصف عدد السكان، أي حوالي 2.5 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدات طارئة، إلا أن انعدام الأمن يجعل من المستحيل تأمينها لبلد تبلغ به حدة الأزمة النسب الأعلى عالميا، بالإضافة إلى تأثير الازمة إقليميا وما ينجم عنها من تدفق لللاجئين على الدول المجاورة التي  لا تملك القدرة لاستيعابهم".

وأضاف المسؤول الأوروبي أن "التحرك الدولي بدأ يأتي أُكله، ولا يمكننا اليوم التغافل عن جهد للاتحاد الأفريقي ومنطقة وسط أفريقيا، لكن يبقى أمامنا الكثير من أجل تجنب الانهيار التام للبلاد، فالوضع لا يزال خطيرا".وعلى هامش القمة عقد المشاركون فيها اجتماعا رفيع المستوى لمناقشة الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وخلال الاجتماع، رحب الاتحاد الأوروبي بإطلاق المهمة الرسمية لقوة لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى بعد تأجيلها عدة مرات بسبب نقص القوات والعتاد، وذلك بفضل التزامات بالمساعدة من حكومات دول الاتحاد الأوروبي.ورأى المشاركون أن هذه العملية سيكون لها دور كبير في تعزيز الجهود الدولية لاستعادة السلام في افريقيا الوسطى، ورحبوا بالمناقشات الجارية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإعداد عملية حفظ السلام في البلاد.

وأعرب مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن التزامهم المشترك مع الدول الأفريقية بتنسيق الاستجابة  للازمة في افريقيا الوسطى والمساهمة في إرساء دعائم استقرار دائم في البلاد.وشكل هذا الاجتماع مناسبة للوفود المشاركة للإعراب عن دعمها للسلطات الانتقالية في أفريقيا الوسطى في جهودها الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والحوار بين الفرقاء، بحسب مراسل وكالة الأناضول.

واستنكر المشاركون تدهور الوضع في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، في الأيام الأخيرة، ورحبوا بالجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي وفرنسا في العمل على ضبط الأمن في البلد الأفريقي.وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" (مسلمين) بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.

وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنتي بالاكا" (مسيحيون)، أودت بحياة المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.ويتواجد حاليًا في بانغي نحو 1600 جندي فرنسي، إضافة إلى 6000 من جنود قوات حفظ السلام الأفريقية، وكثيرا ما يتهمهم المسلمون بالفشل في نزع سلاح ميليشيات (أنتي بالاكا).