كشفت تسجيلات لحركة الطيران مؤخرا أن القوات البريطانية والفرنسية والأميركية تقوم بتنسيق الضربات الجوية دعما لعملية الكرامة التي يقودها خليفة حفتر ضد داعش ومتطرفين آخرين في بنغازي.

كانت هناك تقارير عديدة عن عمليات القوات الخاصة الأجنبية في ليبيا قبل ذلك ولكن هذه التسجيلات قدمت تأكيدا عن نشاط هذه القوات. الأشرطة المسربة تدعم التقارير السابقة حول وجود مركز للعمليات الدولية لدعم حفتر. وجاءت هذه التسجيلات من قاعدة بنينة الجوية التي تعتبر المنشأة العسكرية الأهم لحفتر. ويمكن لهذه التسريبات أن تضر بالأطراف الدولية التي تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية المسنودة من الأمم المتحدة ، بما أن حفتر يرفض دعم حكومة الوفاق وقواتها المسلحة. ورغم أن حفتر هُدِّد في السابق من قبل الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات بدعوى تقويض حكومة الوفاق، فإن هذا لم يحدث والقوات الغربية تقدم مساعدات له في الواقع.

وتشير المادة المسربة إلى أن الاستهداف ليس فقط ضد داعش أو حتى ضد مجموعات تابعة لها. حفتر يستهدف حتى مجلس شورى درنة الذين كان لهم دور فعال في طرد داعش من درنة. وهو لا يزال يهاجمهم متسببا في سقوط ضحايا من المدنيين. وقد قام حفتر بدور رئيسي لمنع مجلس النواب من التصويت على الثقة في حكومة الوفاق. وكما تقول المحللة ماتيا توالدو : "إن دعم القوات الخاصة الغربية ، والفرنسية بشكل خاص، لحفتر صَعَّب الأمر كثيرا للوصول إلى حل وسط معه لأنه يعتقد أنه يحظى بدعم خارجي مهم، وبالتالي لا يحتاج إلى حل وسط مع حكومة الوحدة "..

هناك أسباب عديدة تقف وراء دعم القوات الخاصة الدولية للقوات العسكرية المتنافسة. قد يكون أحد هذه الأسباب هو رغبة الدول الأجنبية في تغطية رهاناتها لأنها ليست متأكدة بعد أي جانب سوف يهيمن. والسبب الثاني هو تطوير علاقات إيجابية مع الميليشيات من كلا المعسكرين. وإذا كان هناك وحدة فهذا سيكون مفيدا للغاية ، ولكن حتى إذا لم تكن هناك وحدة وطنية، فإن القوى الغربية ستكون لديها معلومات استخباراتية عن قوة وقدرات الجانبين.