اشتدت وتيرة القصف التركي لبلدات وقرى تقع شمالي سوريا السبت، فيما انفجرت سيارة مفخخة قرب سجن يضم عناصر من تنظيم "داعش" في الحسكة.
وأفادت تقارير أن القصف التركي الشديد استهدف تحديدا بلدتي تل أبيض وعين عيسى، فيما ذكرت تقارير تركية أن قوات من الجيش التركي وصلت إلى الطريق الدولي الواصل بين مدينتي منبج والقامشلي شرقي سوريا.
ويأتي هذا القصف السبت بعد قيام أنقرة الجمعة بكثيف ضرباتها الجوية وقصفها المدفعي على المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا الجمعة.
واندلعت اشتباكات خلال الليل على طول الحدود من عين ديوار على الحدود العراقية حتى عين العرب (كوباني) على بعد أكثر من 400 كيلومتر غربا.
وقال مروان قامشلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن القتال يدور على طول الحدود.
وأثارت العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، التي دخلت يومها الرابع وتستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم أنقرة في قائمة الإرهابيين، انتقادات عالمية شديدة، غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض كل الانتقادات، وقال إن الهجوم على المسلحين الأكراد "لن يتوقف مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنه من أي طرف".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، الجمعة، رد على التهديد بعقوبات أوروبية "تركيا تقاتل منظمات إرهابية تشكل تهديدا لأمنها القومي. لا ينبغي أن يشك أحد في أننا سنرد على أي خطوة تتخذ ضد هذا".
وقالت وزارة الدفاع التركية في وقت متأخر الجمعة، إن 399 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا منذ بداية العملية، فيما ذكرت تقارير أن أكثر من 70 ألف شخص فروا من المعارك في تل أبيض ورأس العين.
والسبت، قالت الوزارة إن التنسيق متواصل مع الجانب الأميركي، مشيرة إلى إنه لا يمكن للقوات التركية أن تستهدف القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في شمال سوريا.
ويبدو هذا التصريح من وزارة الدفاع التركية ردا على أنباء تعرض القوات الأميركية في شمال سوريا لقصف من قبل القوات التركية.
وفي تطور آخر وتزامنا مع استمرار الهجوم التركي على شمال سوريا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، أن سيارة مفخخة انفجرت قرب سجن يضم عناصر من تنظيم "داعش"، في مدينة الحسكة.
ويعد هجوم الحسكة أحدث تفجير بسيارة مفخخة تشهده منطقة شمال شرقي سوريا، بعدما تفجير مماثل، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه في مدينة القامشلي أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم مدنيون.
ورغم المزاعم التركية التي تشير إلى أن هجوم أنقرة يستهدف تنظيم "داعش" إلى جانب القضاء على المسلحين الأكراد شمالي سوريا، فإن أطرافا دولية عدة أشارت إلى أن التوغل التركي يمكن أن يفتح الباب أمام فرار الآلاف من أعضاء التنظيم المتطرف الذين كانت تحتجزهم القوات الكردية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عنصرا أساسيا فيها، على معظم الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في سوريا سابقا، وتحتجز الآلاف من الدواعش في السجون وعشرات الآلاف من أسرهم في مخيمات.
وقال الأكراد إن 5 من مقاتلي داعش فروا من سجن في القامشلي، كما أحرقت أجنبيات من التنظيم عددا من الخيام وهاجمن الحراس بالعصي والحجارة في مخيم يحتجزن فيه.
وحذر الأكراد من أن الهجوم التركي قد يسمح للتنظيم المتشدد بالعودة للظهور إثر فرار أتباعه من السجون.
وقالت تركيا إن اثنين من جنودها قتلا، كما أعلنت السلطات التركية الجمعة مقتل شخصين وإصابة ثلاثة جراء قصف بقذائف الهاون في مدينة سروج الحدودية، بينما قتل 8 أشخاص وأصيب 35 في هجوم بقذائف الهاون والصواريخ على مدينة نصيبين الحدودية.