قرّرت كلّ من تشاد والكاميرون اعتماد استراتيجية حرب الإنترنت التواصلية ضدّ جماعة "بوكو حرام" المسلّحة، والتي كثّفت، منذ أشهر، هجماتها على بلدان حوض بحيرة تشاد.

ولتجسيد ذلك، التزم وزيرا الاتّصالات في البلدين، وهما –تباعا- حسان سيلا بني باكاري وعيسى تشيروما، بـ "تبادل جميع المعلومات والصور التي بحوزتهما، والمتعلّقة بالحرب على بوكو حرام، بطريقة تعزّز فائدة المعلومات المقدّمة إلى التشاديين والكاميرونيين"، وفقا لبيان مشترك صدر، خلال مؤتمر صحفي، عقد بالعاصمة ياوندي، بمناسبة اختتام الزيارة التي قام بها وزير الاتصالات التشادي إلى الكاميرون، وانتهت، مساء أمس الأربعاء.

وأوضح البيان نفسه أنّه "وعلى مدى 3 أيام من الاجتماعات، توصّل خبراء البلدين إلى اعتماد وثيقة استراتيجية من أجل تنسيق الاتصالات بين تشاد والكاميرون، في علاقة بانخراط القوات المسلّحة للبلدين، في الحرب ضدّ بوكو حرام".

ومن بين القرارات التي تم اتخاذها، اعتماد استراتيجية الحرب على الإنترنت ضد الجماعة المسلحة النيجيرية، وذلك من خلال "رصد إعلامي بين البلدين مع استراتيجيات استجابة منسّقة"، إلى جانب "التنشيط المستمرّ على مستوى الخلايا الوطنية للاتصالات الاستراتيجية وأدوات التواصل التي تمكّن من تواجد متزامن للمحتويات ذات الصلة بالأنشطة في جبهة الحرب"، وفقا للمصدر نفسه.

وفي السياق ذاته، أضاف الوزير الكاميروني قرارات أخرى تتعلّق بـ "صنع برامج وصفحات خاصة في وسائل الإعلام الوطنية الكبرى للبلدين تنقل حيثيات المعارك في جبهة الحرب"، إلى جانب "تنفيذ الإجراءات المتعلّقة بالبلاغات المشتركة نحو الخارج، إعتمادا على وسائل الإعلام الدولية".

كما اتّفق البلدان أيضا على "ضرورة حشد الموارد البشرية والمادية والمالية اللازمة لمواجهة التحدي الكبير المطروح في الاتصالات خلال الأزمات، وتنفيذ خارطة الطريق المشتركة بفعالية".

وفي نهاية أشغال ياوندي، اتفقت الدولتان أيضا على تحديد موعد المشاورات المقبلة، وذلك من خلال القنوات الدبلوماسية، لتقييم تفعيل القرارات المنبثقة عن هذه المحادثات.

وتتمركز الوحدات التابعة للجيش التشادي، حاليا، في منطقة أقصى الشمال الكاميروني، على مقربة من الحدود مع نيجيريا، في إطار دعمها للقوات الكاميرونية، للتصدّي لمجموعة "بوكو حرام" المسلّحة.

وتشن القوات الكاميرونية حربا على بوكو حرام بعد أن نفّذت الأخيرة عدة عمليات تسلل إلى أراضيها من جهة الشمال. ورجّح ضابط في الجيش الكاميروني، مطلع الأسبوع الجاري، أن يبلغ عدد المحتجزين الذين تربطهم علاقات ببوكو حرام في سجن "ماروا"، شمالي الكاميرون، الألف سجين، جرى اعتقالهم بناء على معلومات تم استقاؤها من السكان.