ظهرت فتاة نيجيرية ذات 15 ربيعا أمام الكونغرس لتحكي قصتها المروعة وكيف نجت من ثلاثة مسلحين، ينتمون إلى الجماعة المتطرفة بوكو حرام، قتلوا والدها وشقيقها أمام عينيها.

كان عمر ديبورا بيتر 12 عاما عندما وقع الحادث داخل منزل عائلتها في شيبوك. وهي نفس القرية الواقعة شمال نيجيريا حيث قامت بوكو حرام بخطف حوالي 300 طالبة الشهر الماضي.

تعيش ديبورا الآن مع عائلة بالتبني في الولايات المتحدة وتحكي أن لها صداقات مع عدد من الفتيات المختطفات، اللائي لا تزال مصائرهن مجهولة. وهذا هو موضوع جلسة الاستماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب .

افتتحت الجلسة بالاستماع إلى قصة ديبورا. ويُنقل عن الجمهوريين أنهم سوف يضغطون على إدارة أوباما من أجل الانخراط بشكل أكبر في معركة نيجيريا مع بوكو حرام .

وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية، النائب الجمهوري إدوارد آر رويس، في بيان له الثلاثاء، : "أن الوقت حان لاستجابة أكثر هجومية تجاه هذه الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تهدد مصالح الولايات المتحدة أيضا"، مضيفا أنه "من الواضح أن هناك الكثير مما يتعين القيام به".

يوم الثلاثاء، تبنى مجلس النواب قرارا يدين اختطاف بوكو حرام للطالبات، وهي الخطوة التي وصفها السيد رويس بأنها تظهر عزم إدارة أوباما على توفير الدعم لعملية أقوى ضد بوكو حرام .

وقد أرسلت إدارة أوباما طائرتين استطلاعيتين بدون طيار لمساعدة حكومة غودلاك جوناثان من أجل تحديد مكان الطالبات، علما أن قضية الاختطاف هذه أثارت ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة.

بوكو حرام، التي تعارض السياسة التعليمية الغربية، سبق أن قتلت الآلاف من النيجيريين في السنوات الأخيرة، وأثارت انتباه العالم عام 2011 عندما أعلنت مسؤوليتها عن تفجير انتحاري بسيارة ملغومة، على غرار تنظيم القاعدة، ما خلف 21 قتيلا داخل مبنى الأمم المتحدة في العاصمة النيجيرية أبوجا.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت وتيرة الهجمات الدموية. يوم الثلاثاء، وقع تفجير سيارتين ملغومتين في محطة للحافلات وإحدى الأسواق في جوس أسفرا عن 118 قتيلا على الأقل، وهو الهجوم الذي يقول مسؤولون نيجيريون إنه يحمل بصمات جماعة بوكو حرام .

يتساوى تقريبا سكان نيجيريا بين مسيحيين ومسلمين. وللعنف بين الطوائف الدينية تاريخ طويل في هذا البلد .

يرى الجمهوريون أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية تأخرا كثيرا قبل الإعلان عن بوكو حرام منظمة ارهابية بعد تفجير أبوجا 2011.

ويميل الكثير من المحللين للسياسة الخارجية والاستخبارات في واشنطن إلى الاعتقاد أن الجماعة كانت غير مرتبطة بتنظيم القاعدة بقدر ما هي تنظيم محلي ركز على القضايا والأهداف المحلية في نيجيريا. لكن بعض المسؤولين الامريكيين يرون أنها كانت تتبادل الأسلحة والمقاتلين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو تنظيم جهادي سني مسلم مقره الجزائر .

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت رسميا بوكو حرام والمجموعة المنشقة عنها "أنصار" منظمات إرهابية أجنبية في نوفمبر تشرين الثاني 2013.

وصرح مسؤولون في البنتاغون الاثنين أنه قد تم وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بين واشنطن والحكومة النيجيرية لتبادل المعلومات الاستخباراتية .

ويقول مسؤولون بريطانيون وإسرائيليون أن بلديهما وضعا فرقا من المحللين الاستخباراتيين لدعم الجهود في هذا الاتجاه، وإن كانت تقارير الثلاثاء قد ذكرت حدوث بعض المشاكل التقنية مع طائرة تجسس بريطانية كانت في طريقها للانضمام إلى الفرق الأميركية التي بدأت بالتحليق بالفعل فوق سماء نيجيريا .

وقال السيد رويس الثلاثاء إن ظهور ديبورا في جلسة يوم الأربعاء يمكن أن يساعد على لفت الانتباه إلى المخاطر المرتبطة بتجاهل بوكو حرام .

"الجلوس إلى ديبورا بيتر قبل جلسة الاستماع لرواية قصتها الموجعة يضعك أمام صورة الإرهاب الدموي لجماعة بوكو حرام"، يقول عضو في الكونغرس الأمريكي .

وحلت ديبورا، الأسبوع الماضي، بمعهد هدسون بواشنطن لتروي كيف جاء مسلحون إلى منزل عائلتها وأطلقوا النار على والدها، وهو قس مسيحي معروف في قرية شيبوك.

"كنت في حالة صدمة. لم أكن أعي ماذا كان يحدث أمامي"، تروي دبيورا . ثم تذكر كيف أن المسلحين ارتأوا قتل شقيقها أيضا لاعتقادهم أنه سيصبح قسا مثل والده .

وأردفت، وهي تتلقف دموعها، إلى أن المسلحين أطلقوا نيرانهم في فم شقيقها بعدما لم تف رصاصتين في صدره بالغرض.