قبل أشهر من الآن بدأ توافد العشرات من المواطنين الذين يحملون الجنسية السورية الي العاصمة الموريتانية عبر رحلات جوية متفاوتة قادمة من تركيا وفور وصول عشرات السوريين الي نواكشوط ، توزعوا في الطرق الرئيسية داخل احياء العاصمة، طالبين العون والمساعدة من المواطنين الموريتانيين حيث اكتظت الشوارع بالمتسولين السوريين اطفالا ونساء وشيوخ مما دفع بالسلطات الموريتانية الي التفكير في حل لهذه المعضلة .
مخيمات لإيواء اللاجئين السوريين
فور وصول مئات اللاجئين السوريين الي موريتانيا باشرت السلطات العمومية بأمر من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إقامة مخيم إيواء لصالح الوافدين السوريين الجدد والذين يعانون مشاكل في الإقامة .
وضم المخيم الممول من طرف مفوضية الامن الغذائي والمقام بالمعرض الوطني بمقاطعة الميناء غرب العاصمة نواكشوط 50 خيمة مجهزة بأفرشة وأغطية وبطانيات وصحون وكميات من المواد الغذائية اعتبرتها السلطات كافية لإيواء الأسر السورية اضافة الى مبلغ نقدي يومي لكل أسرة غير ان قاطني المخيم اعتبروا ان ظروفه غير مناسبة وهو ما دفع بأغلبهم الي الهروب من مخيم الإيواء رغم الحراسة الأمنية المشددة .
لاجئون يرفضون مخيمات الإيواء ويفضلون الشوارع
"مني إبراهيم" لاجئة سورية في التاسعة والعشرين من عمرها، فقدت لون بشرتها البيضاء جراء وقوفها الدائم تحت حرارة الشمس في شارع جمال عبد الناصر أكبر شوارع مدينة نواكشوط قالت في تصريح ل" بوابة افريقيا" ان المخيم الذي فتحته السلطات الموريتانية لايوائهم لا يتوفر علي ابسط مقومات الحياة مضيفة ان اوضاعه مزرية حيث يفتقد الي الكهرباء والماء وان اقامتهم في المخيم اقرب للاحتجاز وانهم ليسوا بحاجة لمثل هذه المخيمات مضيفة انهم لم يأتوا الي موريتانيا من اجل البقاء في المخيمات ولو كنا نعلم ذلك مسبقا لما غادرنا تركيا حيث المخيمات اكثر راحة وأمان –تضيف اللاجئة السورية-. ولم تفقد مريم الأمل في عودة وشيكة إلى منزلها في ريف دمشق، جنوبي سوريا، والذي غادرته قبل نحو ثلاثة أشهر، عقب الهجوم الكيميائي الذي اتهم النظام السوري بتنفيذه على مسقط رأسها في الغوطة.
السلطات الموريتانية تخير اللاجئين بين المخيم والتهجير
"محمد مازن "احد اللاجئين السوريين في نواكشوط قال ل"بوابة افريقيا الاخبارية " ان وزارة الداخلية الموريتانية خيرتهم بين البقاء في المخيم او تهجيرهم خارج البلاد مضيفا انهم اختاروا مغادرة موريتانيا طواعية الي تركيا وانهم في انتظار استلام تذاكرهم التي وعدت السلطات الموريتانية بتوفيرها خلال الأسابيع القادمة وفي انتظار تلك التذاكر يؤكد محمد انهم عادوا الي الشوارع وغادروا المخيم من اجل التسول حتي يتمكنوا من جمع مبلغ مالي معتبر يعينهم علي فتح مشاريع اقتصادية في مخيمات اللاجئين بسوريا خاصة- يضيف- محمد انه تفاجئ بكرم الشعب الموريتاني وحسن ضيافته حيث تدر عليه مهنة التسول يوميا اكثر من 150 دولار امريكي.
السفارة السورية في نواكشوط تتبرء من اللاجئين
من جانبها تبرأت السفارة السورية في نواكشوط من عشرات اللاجئين الذين وصلوا نواكشوط مؤخرا بجوازات سفر سورية مضيفة انه لا يوجد لاجئون سوريون في موريتانيا وان عليهم الانصياع للقانون الموريتاني او مغادرة البلاد
وقالت السفارة إن من يوصفون باللاجئين السوريين في نواكشوط هم عبارة عن مجموعة من المهاجرين " الغجر"الذين استقروا في سوريا لفترة قصيرة وغادروها مع بداية أعمال العنف.
واشتكى بعض السوريين المقيمين في نواكشوط، من أن هؤلاء المتسولين أضروا بصورة وسمعة بلادهم، قائلين إنه لا يوجد سوري متسول بالعالم، وأن هؤلاء استغلوا كرم الموريتانيين وتعاطفهم مع القضية السورية.
دعوة لمساعدة اللاجئين ومناشدة لتركهم بسلام
اغلب الجمعيات الاهلية في موريتانيا ناشدت السلطات بمساعدة اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضي البلاد.
ودعت الي تركهم يتسولون اذا وجدوا في ذلك راحة لهم معتبرين ان ترحيلهم او الابقاء عليهم في المخيمات منافي لكرم الضيافة الذي طالما عرف به الشعب الموريتاني .
وناشدت تلك الجميعات الجمعية - جميع الفاعلين في المجتمع المدني الوطني، وكذلك الفاعلون السياسيون والخيرون من أبناء الوطن من أجل مساعدة واستضافة الإخوة السوريين الذين اضطرت ظروف الحرب الي مغادرة اوطانهم .
وذكرت أن ترحيل هؤلاء الأخوة يتنافى مع أخلاق الإسلام والشهامة العربية، التي جبل عليها شعب موريتانيا العظيم.