في فيلم "المتطرف" للمخرج سيدي محمد الشقير، يتيه البعض في بحثهم عن ربط المشاهد المبعثرة، ويحاولون جاهدين أن يجدوا صلة القرابة، والوصل، بين الأحداث المتفرقة، فلا يقدرون.

ففي غرفة مظلمة وعلى كرسي واحد يجلس موقوف يتعرض للاستنطاق من طرف عنصر أمن، وفي سيارة "آخر موديل " يمضي مراهقون في طريقهم لإيصال رفيقهم، الذي يعيش حياته مثلما يشاء.

وفي البيت المترف، تتجلى البيئة الموريتانية، نعم، نحن في نواكشوط، يسئم والدا المراهق من تصرفاته وعيشه حياة لا تناسب سمعة أهله، فيقررا أن يرسلاه إلى "محضرة" وهي مدرسة دينية بعيدة يتعلم فيها، عله يسمح لنفسه بأن يزن حياته من جديد، بميزان الاستقامة.
سليمان، يودع أهله ويشق طريقه نحو الصحراء مثلما خيروه له، الزهد والتقوى، التواضع والبساطة، ظاهر المدرسة التي تحفظ القرآن للفتيان.

فجأة تتوقف المشاهد هنا، نحن في المدينة، المارة كثر، أحدهم يسلم آخر حقيبة يد، في خفية، أصوات التفجيرات تنبعث من نشرات أخبار التلفزيون في بيت أهل سليمان، وتؤرق البلدة، موريتانيا.

-العربية نت