خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في لبنان أمس الجمعة لإحياء ذكرى الاستقلال باحتجاجات جديدة على النخبة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وبإيقاع البلاد في أزمة عميقة.
واندلعت المظاهرات التي لم يسبق لها مثيل قبل خمسة أسابيع، مما أدى لاستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري يوم 29 أكتوبر تشرين الأول. ورغم تفاقم الأزمة الاقتصادية، لم يتفق الساسة المنقسمون بشدة بعد على حكومة جديدة.
ولوح المتظاهرون بالأعلام اللبنانية واحتشدوا في ساحة الشهداء بوسط بيروت بينما صدحت الموسيقى في الأجواء حتى الليل. وقال كثير من المتظاهرين إنهم شعروا وكأنهم يحتفلون بالاستقلال للمرة الأولى.
وقالت متظاهرة تدعى هند "الاستقلال غير، شوهوه هن للاستقلال صار محاصصة وفساد وكل هل الامور ونحن هون لنطالب باستقلال نضيف وطن نعيش فيه بكرامة وعزة".
وقالت ليديا (21 عاما) التي كانت تحتج في بيروت "من المهم الحضور اليوم دونا عن أي يوم آخر وأن نكون متحدين كبلد. الكل بدأ يدرك معنى الاستقلال الحقيقي".
وجرى نقل موكب عسكري عادة ما كان يقام قرب ساحة الشهداء إلى وزارة الدفاع. وحضر الحريري الذي لا يزال يتولى قيادة حكومة تصريف الأعمال منذ استقالته، مراسم محدودة مع الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري.
وهناك خلاف بين الحريري، المتحالف مع الغرب ودول الخليج، وعون وبري وجماعة حزب الله الشيعية القوية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. وتحدثت قناة الجديد عن صمت غير معتاد بين الحريري وبري بينما كان أعضاء آخرون في الحكومة يتبادلون أطراف الحديث.
ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، ترجع جذورها إلى سنوات من فساد الدولة. وامتدت الأزمة للقطاع المالي حيث ضعف أداء الليرة اللبنانية، وشحت الدولارات وفرضت البنوك قيودا على سحب النقود.
وقال عون في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة ذكرى الاستقلال الخميس إن هذا "ليس وقت الخطب والكلام والاحتفالات. هذا وقت العمل، العمل الجدي الدؤوب، لأننا في سباق مع الزمن".