مع بروز مؤخرا الخلاف بين الرئاسة و جزء من الجيش الجزائري ممثلة في المخابرات والذي عاد ليطفو من جديد الى سطع الأحداث وواجهة الإعلام قبيل الحدث الانتخابي المرتقب في 17 افريل المقبل أصبح الحديث عن دور الجيش والمؤسسة العسكرية بالبلاد ذو تركيز بالزيادة خاصة بعد ما وصف بالاتفاق بين الجانبين ببقاء رئيس المخابرات "محمد مدين" في منصب مقابل العدول عن تزكية الرئيس "بوتفليقة" لعهدة رئاسية آخري. وكثفت وسائل الإعلام الحكومية كالتلفزيون الرسمي من إطلالتها المعرفة بوحدات الجيش ودوره، كما جاء في خطاب الرئيس الأخير الموجه للاحتفالات بالذكرى المزدوجة الخامسة والعشرين لتأميم المحروقات والثامنة والخمسين لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والتي حي فيها الرئيس "بوتفليقة" في جزء منها الجيش الجزائري قادة و عناصر.   

 

نائب وزير الدفاع يحي رباط الجيش بالشعب

 

 أكد الفريق "أحمد قايد صالح" نائب وزير الدفاع الجزائري رئيس هيئة الأركان الجيش -المقرب من الجناح الرئاسي- على ضرورة "تعميق الرابطة القوية القائمة بين الشعب وجيشه الوطني الذي جبل على قيم التضحية والوفاء لأمانة الشهداء".جاء ذلك خلال اشرافه على افتتاح ندوة تاريخية حول موضوع "الإمداد في جيش التحرير الوطني" وأشاد بدور وتضحيات رجالات الإمداد في سبيل إنجاح مسيرة الثورة التحريرية المباركة. كما نوه الفريق قايد صالح بالدور الكبير الذي لعبه الشعب الجزائري بكل فئاته في مؤازرة ومد المجاهدين بكل ما يملك رغم الحاجة في صورة عكست "روح الانسجام والتلاحم بين جيش التحرير الوطني والشعب بكل انتماءاته". ويعد تكرار مثل هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات توجيها صريحا للرأي العام وللمواطنين بالوقوف وراء مؤسسة الجيش التي حدثت فيها تغيرات جذرية في الآونة الأخيرة بعدما أصبح جهاز المخابرات تحت لواء قيادة الأركان وهو الذي كان منذ أكثر من عقدين ونصف سيد القرار السياسي والعسكري من خلال مصالح الست التي أحكمت قبضتها على زمام الأمور قبل أن ينقلب عليها فيما يبدوا.

 

"الجنرال "مدين" الهدوء الذي يسبق العاصفة

 

لا تجد مطلعا على الواقع الجزائري غير مستغرب لما يحدث للرجل الأول في المخابرات منذ تسعينيات القرن الماضي "محمد مدين" من خلال إجباره على تقبل أحداث وواقع في وقت كان هو الآمر الناهي، وينظر العارفين لقوته و تجذره بما سيفعله لاحق ولو بعد إجراء الانتخابات الرئاسية إن لم يلعب دورا قبل ظهور نتائجها. و تتداول بعض الأوساط الإعلام نقلا عن مصادر مقربة رفض رئيس الحكومة الأسبق "احمد أويحي" المحسوب على الجنرال "توفيق" عمدة المخابرات لتولي رئاسة الحملة الانتخابية للرئيس المرشح "عبد العزيز بوتفليقة" فيما يظهر كسند للجنرال صاحب العمل بهدوء في الظل والذي حسب كآخر صقور الجيش بعد توالي اختفاء الصقور الأخرى التي غيب بعضها الموت كالجنرالات "إسماعيل" و"العربي بلخير" و "محمد العماري" وغيرها وآخرون غيبتهم التغيرات الأخيرة و ما تلاها من وقائع كالتي سحبت البساط من الجنرال "حسان" الذي كان يحتفظ بخزانة ملف الإرهاب بالجزائر على خلفية ما قيل أنه تهريب وبيع للأسلحة غير شرعي يكون الرجل قد ضلع فيه وهو المقرب من الفريق "توفيق".