عرفت موريتانيا خلال السنوات المنصرمة  افتتاح  العديد من المدارس التركية في العاصمة نواكشوط والعاصمة الاقتصادية نواذيبو ورغم أن هذه المدارس لقيت استحسانا لدي العديد من الأسر  في أيامها الاولي الا ان نظرة شك وريبه بدأت تنظر بها العديد من العائلات  الموريتانية والمهتمين بالحقل التربوي لتلك المدارس خاصة بعد ظهور  ماعرف بالربيع العربي .

"المدارس التركية في موريتانية متهمة بالترويج للفكر الاخواني"

بات العديد من المهتمين بالمجال التربوي في موريتانيا ـ رغم الاقبال الكبير على المدارس الاجنبية  وخاصة منها التركية ـ يدقون ناقوس الخطر ويعتبرون  أن  تلك المدارس  ومن خلال مقرراتها  الدراسية تهدف بالدرجة الاولي الي زرع فكر الاخوان المسلمين  في رواد تلك المدارس من الأطفال والمراهقين الموريتانيين .

"ويقول الباحث التربوي"الدو ولد احمدناه" ان المدارس التركية  في موريتانيا باتت حاضنة ومصدرة للفكر الاخواني   اذ  يحتل تربية النشء الصغار مكانة كبرى فى الفكر الإخوانى العالمي  القائم على استخلاص جيل يؤمن بالأفكار الإخوانية ولا يحيد عنها، باعتبار أن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر.

مؤكدا  أن  المدارس التركية في موريتانيا  لابد وأن تخضع إلى رقابة شديدة لمعرفة ما يلقى داخلها من أفكار، دخيلة علي المجتمع الموريتاني معتبرا ان تهاون السلطات الموريتانية مع أصحاب تلك المدارس سيكلفها غاليا في المستقبل القريب .  .

"أنصار المدارس التركية في موريتانيا  هناك من يريد تشويه صورتنا"

يقول القائمون علي المدارس التركية في موريتانيا ل"بوابة افريقيا الاخبارية"إنهم يتعرضون لهجمة شرسة يقودها بعض العلمانيين الموريتانيين  هدفها إبعاد المدارس التركية عن الساحة التربوية الموريتانية التي ظلت حتي عهد قريب تعج بالمدارس الفرنسية والامريكة والافريقية تلك المدارس التي تقوم بزرع الافكار الغربية الدخيلة علي المجتمع الموريتاني المسلم والمحافظ دون ان تحرك السلطات المتعاقبة أي ساكن لتغيير هذا الواقع وتضيف تلك المصادر ان العديد من  منظري الفكر الغربي في موريتانيا اصيبوا بالصدمة بعد تخلي الأسر الموريتانية عن تدريس ابنائهم في المدارس الغربية  والتحاقهم  بالمدارس التركية التي توفر مناهج اسلامية عصرية وبالتالي فان الهجمة علي المدارس التركية واتهامها بالترويج لفكر الاخوان هو ردة فعل طبيعية علي هذا التحول هدفها تشويه صورة المدارس التركية في موريتانيا لا اكثر.

"اتهامات للحكومة الموريتانية بالتقصير"

يؤكد الباحث الاجتماعي والتربوي "الدان ولد عبد الرحمن"ان انتشار المدارس الاجنبية في موريتانيا نتيجة طبيعية لتقصير الدولة ولتدهور النظام التعليمي الحكومي حيث تخلت الدولة  عن دورها التربوي التقليدي معتبرا ان ظاهرة المدارس الاجنبية  في موريتانيا  قد تخرج عن السيطرة ليس لتعددها بل لتنوع خلفياتها الثقافية والدينية وكذا الاخلاقية للدول التي تقوم عليها، مع اختلافها كليا مع مناهج التعليم في البلاد؛ وهو ما يوسع الهوة بين "الأجيال"