قال الباحث عبد الرحمان موساوي إن السلفية انتقلت إلى الجزائر خلال مرحلة الستينيات، بسبب سياسة التعريب والمدرسين المصريين، موضحا أن ذات التيار لقي تشجيعا من قبل العربية السعودية بعد تنامي المد العروبي الذي دعمته الناصرية.

يعتقد عبد الرحمان موساوي، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، وأستاذ الأنتروبولوجيا بجامعة ليون الثانية بفرنسا، أن السلفية، التي تقوم على “تقليد واتباع السلف”، أصبحت تستقطب شرائح عريضة من الشباب العربي، وهي من المرجعيات الدينية الأكثر انتشارا حاليا.

موضحا، حسب يومية الخبر، أن الجزائر تعرف ثلاثة أشكال من السلفية، هي السلفية العلمية التي تعتمد على الأدلة العلمية في نشر أفكارها، والسلفية الحركية، ويمثلها شخصيات إسلامية رضيت بالعمل الحزبي، والسلفية الجهادية التي أعلنت الجهاد ضد السلطة من أجل إقامة الدولة الإسلامية.

وذكر موساوي، في محاضرة ألقاها أمس بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة ببئر خادم، حول موضوع “السلفية في المغرب العربي: نشأة وتطور”، أن قوة السلفية، التي تعتبر حسبه نهجا معينا بخصوص التصور الديني، بلغت مداها في العالم العربي، عقب “بروز تعاون بين الأنظمة العربية والحكومات الغربية”.

مضيفا أن أحداث سبتمبر 2011، والقمع الذي سُلط على أتباعها في عدد من الدول العربية أدى إلى ظهور مراجعات ضمن تصوراتها، انتهت إلى توافق بينها وبين الأنظمة الحاكمة.

وبحسب موساوي، فإن ظاهرة العولمة، وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي ساهمت إلى حد بعيد في انتشار السلفية، معتبرا أن الأجيال الجديدة التي اعتنقت هذا التصور تختلف عن الأجيال القديمة من حيث قدرتها على التحكم في اللغات، وفي التكنولوجيا الحديثة.

موضحا أن التركيز على “جماليات التلقي” ساهم في انتشار “الإمام السلفي في العالم العربي”، وقال: ”وهذا الإمام قد يكون إماما افتراضيا، يعمل عبر وسائط التواصل الاجتماعي”. وبحسب موساوي، فإن المذهب المالكي يعرف تصدعا بسبب “انتشار السلفية بين أوساط العائلة، بعد أن كان مجرد مسألة فردية”.