قال المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول "صلاح عبد الله قوش" إن حكومة الإنقاذ التي تسيطر على حكم السودان لأكثر من أربعة وعشرين عاما حملت معها تفكيراً خاطئاً وسالباً منذ يومها الأول، ما جعلها تعادي الجميع بذلك ، وأضاف: "كان من الممكن أن نأتي ومعنا أصدقاؤنا ونحارب أعداءنا ولكننا أتينا من أول يوم وأعداؤنا في جيبنا ووحدنا أخرجناهم وبدأنا نحاربهم قبل أن يحاربونا".

وقال إن ذلك النهج أدخل البلاد في مشاكل مستمرة حتى اليوم. وقال "قوش" لبرنامج "حتى تكتمل الصورة " بقناة (النيل الأزرق) إن دور السودان أفريقياً تراجع بسبب تقاعس السودانيين والتعقيدات الداخلية وعدم الإسراع في معالجتها ما أدى إلى تشكيل الموقف الإقليمي والدولي في مواجهة السودان. ودعا لعدم التباكي واتهام الأشباح والرمي باللوم على الآخرين في مشاكل السودان.

اثيوبيا تتفوق في القرن الإفريقي بسبب غياب مصر

ولم يستبعد "قوش" أن تدخل مصر في حرب ضد إثيوبيا، وأكد وجود مخاوف إثيوبية من محاربة مصر لها.

وقال المسؤول الأمنى السابق إن دور السودان تراجع في المنطقة وأن إثيوبيا تزايد دورها اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً في منطقة القرن الأفريقي، بجانب انحسار دور مصر في أفريقيا وفي العالم العربي.

قضية حلايب "مزايدة سياسية بين السودان ومصر"

وأكد "قوش" أن قضية "منطقة حلايب المتنازع عليها بين السودان ومصر" كانت تخضع لبعض الأجندة السياسية، وأنه كلما يحدث توتر تحاول مصر توظيفه سياسياً ضد السودان. وقال إن البلدين كانا يطرحانها عند التوترات من أجل المزايدة السياسية والحرب السياسية بينهما. وأضاف: (مهما احتلها المصريون فلن تحل بالقوة). وقال إن موازين القوة يمكن أن تتغير بين يوم وليلة. وقال إن آليات معالجة النزاعات الحدودية معروفة في العالم.

ورأى "قوش" أن السودان لا مصلحة له في الدخول في حرب لصالح أي طرف من الطرفين إلا في حال استعدى أحدهما السودان ما يدفعه إلى البحث عن تحالف. وشدد على ضرورة أن يبحث السودان عن قضيته، وأن يقيم تحالفاته وخياراته وفقاً لمصالحه، وأن لا ينحاز لأي طرف من الطرفين. وقال إن مصلحة السودان في أن يحافظ على التوازن ولعب دور الوسيط المقبول لأي طرف من الطرفين.