أكد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي المنتهية ولايته في عديد المناسبات أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة متناسيا أخطاءه القاتلة في إدارة مؤسسة الرئاسة على المستويين الداخلي والخارجي والتي ساهمت بشكل مباشر في تراجع شعبيته وبالتالي تراجع حظوظه في الفوز.

وأعرب المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت للجمهورية التونسية المنتهية ولايته والمرشّح للانتخابات الرئاسية عن يقينه بأنَّ النصر سيكون حليفه، مؤكدا أنّه ذاهب إلى هذا الاستحقاق الانتخابي بروح انتصارية، داعيا كل الشعب التونسي إلى الوحدة الوطنية وإلى نبذ الفُرقة بين الأفراد والجهات.

وشدَّد المرزوقي لدى إعطاء إشارة انطلاق حملته الانتخابية في قاعة سينما الكوليزي بالعاصمة أمس الأول، على أنّه سيكون “صمام الأمان ضدّ التغول وضد عودة الاستبداد والنظام القديم بجميع تفرعاته”، مضيفًا أنّ “قصر قرطاج سيكون القلعة الحصينة للدفاع عن الحريات وحماية الديمقراطية”.

واعتبر أنّ هناك آلة نائمة تحرّكت وأرجعت النظام القديم وأنّ هذه الآلة لعبت دورا كبيرا في الانتخابات التشريعية، مقرا في الآن ذاته بالخطأ الذي ارتكبته القوى الديمقراطية بعدم توحدها، داعيا إياها إلى لمّ الشمل من أجل التصدي لعودة النظام القديم.

وتعليقا على تصريحاته أكد مراقبون أن الرئيس المؤقت ينتهج نفس سياسة حركة النهضة الإسلامية في شيطنة حزب نداء تونس بالتصريح أو بالتلميح وذلك بالحديث عن “عودة التجمعيّين” نظرا إلى انتماء بعض الوجوه المحسوبة على نظام بن علي إلى صفوف نداء تونس، معتبرين أن حزب المرزوقي (المؤتمر من أجل الجمهورية) الذي مُني بفشل ذريع في الانتخابات التشريعية أثبت عجزه على تسيير الشأن العام وعدم قدرته على بلورة مواقف في حجم الرصيد النضالي لمؤسسه.

والمعلوم أن المنصف المرزوقي وجد معارضة واسعة النطاق بسبب مواقفه الارتجالية والمتسرعة، خاصة بعد أن قبل بمنصب الرئاسة رغم تجريده في القانون المنظم للسلطات العمومية من صلاحيات محورية تمكنه من الإدارة الفعلية للحكم، فالمرزوقي حسب العديد من المحللين لا يتكلّم باسم الدولة التونسية، لأن خطابه وقراراته غير مدروسة، يتكلّم أحيانا باسم نفسه وأحيانا أخرى باسم مصالحه الحزبية والتي تفرض عليه أن يغازل حكّام قطر، وأن يذكّر بمحاسن الإخوان، شركائه القدامى في الحكم، ولو على حساب رفاقه في النضال الذّين وصفهم بـ”المتطــرّفــين”، وحذّرهم من إمكانيّة أن “تُنصب لهم المشانــق والمقاصل” إذا ما قاموا بثورة ثانية.

وحذّر المرزوقي، في خطابه، من الأخطار المحدقة بالمسار الانتقالي، معربا عن خشيته من أن يكون رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة من حزب واحد، معتبرا أنَّ هذا قد يؤدّي إلى عودة الاستبداد وإلى تعريض التجربة الديمقراطية إلى مخاطر الانتكاس.

وقال في تقييمه لفترة حكم الترويكا إنه رغم الأخطاء التي تم ارتكابها فإنَّ هذه الحكومات لم تسرق ولم تنهب البلاد، بل إنها عزّزت الحريات، ووضعت أسس الدولة الديمقراطية وتمكّنت من إيصال البلاد إلى الانتخابات.

وعموما يرفض المرزوقي الاعتراف بأخطائه الكارثية في إدارة مؤسسة الرئاسة، أوّلها تنكره للعائلة الديمقراطية بالتحالف مع حزب إسلامي يحمل مشروعا مجتمعيا يتعارض مع الفكر التقدمي الحداثي، ثانيها اتخاذه قرارات اعتباطية مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ثالثها التهجم غير المبرر على وسائل الإعلام ونعت الصحفيين بأبشع النعوت وهو ما اعتبر ضربا لحرية التعبير التي تعدّ من أهم مكاسب الثورة التونسية.

وحسب صحيفة العرب، تعتبر حظوظ فوزه في الانتخابات الرئاسية ضعيفة جدّا لاعتبارات عدّة منها أنه لم يف بوعوده وعهوده السابقة، حيث اكتفى بمنصب شكلي تنتفي معه جميع الصلاحيات المحورية ولأن الباجي قائد السبسي بمرجعيته البورقيبية يمثل منافسا شرسا لكل المرشحين، إذ يحتل المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي الخاصة بالمرشحين الأبرز والأوفر حظا في الاستحقاق الرئاسي.