وصف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، أمس، الهجوم المسلح الذي قاده الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية، إبراهيم الجضران، والميليشيات المتحالفة معه، على منطقة الهلال النفطي شمال شرق البلاد، نهاية الأسبوع الماضي، بالمحاولة الفاشلة لعرقلة إعلان الجيش تحرير مدينة درنة بالكامل، وانتصاره على الجماعات الإرهابية هناك، مشدداً على أن العمليات العسكرية في درنة دخلت بالفعل مراحلها الأخيرة.
وقال إن الهجوم على رأس لانوف والسدرة، يوم الخميس الماضي، هو بلا شك محاولة فاشلة لتشتيت جهود الجيش الوطني، وعرقلة إعلان انتصاره بدرنة، عبر نقل جزء من التعزيزات العسكرية من هناك لمنطقة الهلال النفطي.
وأكد أن الجضران حاول في البيان الذي أصدره أول من أمس، أن يجعل هجومه تحت عباءة قبلية وجهوية بإقحام قبيلته المغاربة، التي تقطن الهلال النفطي.
وأضاف «في الحقيقة، هو وعصاباته يتبعون تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو العدو نفسه الذي يحاربنا في درنة، وإن كان تحت مسمى مختلف، وبالتالي فالدافع وراء الهجوم هو خسارتهم العسكرية على الأرض، وتحديداً درنة، فضلاً عن خسارتهم للمعركة السياسية بعد لقاء باريس الأخير، الذي أكد على ضرورة إجراء انتخابات بالبلاد»، مشيراً إلى أن الجضران وعصابته «يعرفون مسبقاً أن الانتخابات لن توصلهم إلى تحقيق أهدافهم، وبالتالي قاموا بهذا الهجوم لتكون لديهم ورقة النفط، باعتبارها من أهم أوراق الضغط السياسي، حتى يضمنوا أن يكون لديهم مكان في أي حل للأزمة الليبية».
وكان الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، أعلن الشهر الماضي انطلاق معركة تحرير درنة مما يسمى «مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها»، الذي يسيطر على المدينة منذ الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وشدد المسماري على أن «القوات المسلحة لن تسمح بأن يكون قوت الليبيين ورقة تلاعب سياسية، أو أن يكون في أيدي عصابة إرهابية تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونؤكد أن المعركة مستمرة، وبدأت قواتنا تتجهز لدحرهم في الأيام القليلة المقبلة». وانتقد المسماري موقف حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، من الهجوم على منطقة الهلال النفطي، ووصف البيان الصادر عن السراج للتنديد بالهجوم بأنه «خجول»