مصرف ليبيا المركزي الذي ظل منقسما بين شرق البلاد وغربها أعلن عن الانطلاق الفعلي لعملية إعادة توحيده والتمسك باستمرار روح التعاون والعمل الدؤوب لإنجاز هذا الاستحقاق الوطني الهام.

المصرف المركزي أعلن على لسان محافظه الصديق الكبير ونائبه علي الحبري أن خارطة إعادة التوحيد ستكون ضمن أربعة مراحل، سينتج عنها نموذج تشغيلي متطور للمصرف المركزي الموحد، يحاكي أفضل الممارسات العالمية.

ترحيب دولي

الإعلان عن توحيد المصرف المركزي خطوة ليست بالجديدة ومع ذلك لاقت ترحيبا دوليا وعلقت عليها الآمال لإنقاذ ليبيا من أزماتها الاقتصادية حيث أكدت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز أن هذه المبادرة تستند على توصيات المراجعة المالية المستقلة للمصرف المركزي، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ودعت إلى المضي قدما في تنفيذ خارطة طريق إعادة توحيد المصرف، التي تطبق وتراعي المعايير والممارسات الدولية، وذلك من أجل تعزيز الاستقرار المالي والسياسي الذي تحتاجه ليبيا، فيما اعتبر سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أن توحيد المصرف المركزي خطوة تاريخية  ستسهم في الاستقرار المالي والسياسي في ليبيا معربا عن تشجيعه لفريق مصرف ليبيا المركزي على مواصلة العمل في كنف الشفافية والالتزام لإكمال العملية على وجه السرعة.

المحاصصة 

لكن عضو لجنة المالية بمجلس النواب عبد الوهاب زوليه استبعد توحيد مصرف ليبيا المركزي في ظل وجود رئيسه الصديق الكبير ونائبه علي الحبري ودعا لاختيار رئيس وأعضاء لمجلس إدارة المصرف من التكنوقراط البعيدين عن الجاذبات السياسية في ليبيا.

وقال زوليه لبوابة إفريقيا الإخبارية إنه يجب اختيار محافظ جديد للمصرف المركزي من التكنوقراط بعيدا عن المحاصصة مشددا على ضرورة أن يكون المحافظ صاحب خبرة طويلة ولا مانع في أن يكون من خارج الدولة الليبية حيث أن المؤسسة المصرفية سيادية تحتاج لإدارة فاعلة دون تجاذبات سياسية أو آراء شخصية.

وأضاف زوليه أن توحيد مصرف ليبيا المركزي واختيار محافظ جديد له هو الحل الأساسي لأي خلاف على اعتبار أن أي خلاف سواء سياسي أو عسكري يحتاج لمال يمول من الدولة عن طريق المصرف المركزي واعتبر أن الدين العام المترتب على المصرف المركزي سواء في الشرق أو الغرب هو في الحقيقة استخدم لتمويل الخلافات السياسية.

خطوة إيجابية

من جانبه أكد رئيس الغرفة الاقتصادية الليبية المصرية المشتركة للتجارة والصناعة إبراهيم الجراري أن الإعلان عن توحيد مصرف ليبيا المركزي ليس بجديد قائلا "ننتظر نجاح الخطوات التي سبق أن فشلت".

وأضاف الجراري لبوابة إفريقيا الإخبارية أن توحيد المصرف المركزي خطوة إيجابية تحقق المصلحة العامة وتضمن استقلالية مصرف ليبيا المركزي كما تسهم في معالجة المشاكل الاقتصادية والمالية القائمة.