عاش المصريون الليلة الماضية أطول فترة وسط الظلام الدامس امتدت أكثر من 15 ساعة شهدت فيها مناطق متفرقة بالقاهرة الكبرى، والمحافظات انقطاعات غير مسبوقة للكهرباء بالتناوب بدأت في حوالي الساعة العاشرة صباح أمس واستمرت حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل الماضية حيث بدأت الشبكة القومية للكهرباء استقرارا ملحوظا في حدود الساعة الثانية ونصف فقط، وتعرضت بعض المناطق للظلام أكثر من مرة على مدى تلك الفترة.

وكشف مصادر مطلعة بشركات إنتاج الكهرباء في تصريحات نقلتها "بوابة الأهرام" أن المصريين سجلوا خلال الليلة الماضية رقما قياسيا هو الأول من نوعه في استهلاك الكهرباء عبر التاريخ وبحسب المركز القومي للتحكم فإن الحمل الاقصى للاستهلاك الليلة الماضية بلغ 27 ألف و300 ميجا وات بزيادة تتجاوز نحو 800 ميجا وات عن أعلى استهلاك سابق، وكان في عام 2010 فيما لم تتجاوز قدرات محطات إنتاج الكهرباء خلال ساعات الذروة مساء أمس 23 ألف ميجا وات ليصل إجمالي ماتم فصلة عن المستهلكين بالمنازل نحو 400 ميجا وات لمواجهة العجز بين إنتاج واستهلاك الكهرباء، وتوقعت المصادر استمرار الأزمة خلال الأيام المتبقية من أغسطس الحالي.

وقالت إن أزمة الكهرباء ترجع إلى 3 أسباب أساسية منها موجات الحرارة الشديدة التي تسود البلاد والتي رفعت من حجم الاستهلاك إلى هذا الرقم القياسي حيث لجوء المواطنين إلى التشغيل المفرط لأجهزة التكييف على حد قول المصادر.

وأضافت أن النقص الحاد الذى تعانى منه محطات إنتاج الكهرباء في الوقود المورد من وزارة البترول يشكل نحو 70% من أسباب الأزمة حيث تتعرض العديد من محطات الكهرباء يوميا إلى نقص في الوقود يأتي في مقدمتها محطات شمال وجنوب القاهرة والشباب بالإسماعلية، و6 أكتوبر والكريمات وبنها الجديدة لافتة إلى أن السبب الثالث للأزمة يرجع إلى الخروج الاضطراري لعدد من وحدات إنتاج الطاقة سواء بسبب عدم كفاية برامج الصيانة من جانب، وارتفاع درجات الحرارة التي تفقد المحطات 10% من قدراتها أو عدم قدرة بعض الخطوط الهوائية تحمل الأحمال التي كانت تقوم بنقلها الخطوط والأبراج التي تعرضت للانفجار جراء الأعمال التخريبية الأخيرة التي طالتها.

وزارة الكهرباء لم تجد سوى مطالبة المواطنين بترشيد الاستهلاك للتقليل فقط من الأثار السيئة للأزمة لاسيما ووفقا لمصادر مطلعة إن وزارة البترول ليس لديها جديد في إمداد المحطات، وأن مسؤولي البترول- وعلى حد قول المصادر- أكدت أنه ليس لديها أية كميات اخرى تستطيع توفيرها لمحطات الكهرباء.

وحسب "بوابة الأهرام"، فإن استيراد الغاز لن يتم في القريب العاجل وفى حال حدوث ذلك فإنه لن يتم قبل أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.