عرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان أمس الأربعاء، استئناف المحادثات مع جماعات المعارضة بلا شرط، وذلك بعد مرور يومين على سقوط قتلى في اقتحام قوات الأمن لموقع اعتصام بوسط الخرطوم، لكن المعارضة رفضت الدعوة.
وقال مسعفون على صلة بالمعارضة، إن عدد القتلى الذين سقطوا في عملية يوم الإثنين والاضطرابات التي أعقبتها ارتفع إلى 108 قتلى وأنهم يتوقعون زيادة العدد.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن وكيل وزارة الصحة الدكتور سليمان عبد الجبار قوله، إن عدد القتلى لم يتجاوز 46 قتيلاً.
وكان اقتحام موقع الاعتصام، الذي أعقب أسابيع من التشاحن بين المجلس العسكري وجماعات المعارضة بشأن من الذي ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية، أسوأ ما شهده السودان من عنف منذ أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في أبريل بعد احتجاجات حاشدة على حكمه على مدى شهور.
وألغى المجلس العسكري كل الاتفاقات التي كان قد توصل إليها مع المعارضة بعد اقتحام الاعتصام، لكنه تراجع عن تلك الخطوة اليوم الأربعاء وسط انتقادات دولية متزايدة لاستخدام العنف.
وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي: "نحن في المجلس العسكري نفتح أيدينا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن".
لكن قوى إعلان الحرية والتغيير، وهم تحالف لجماعات المحتجين والمعارضة، رفضت العرض وقالت إن المجلس العسكري "ليس مصدر ثقة".
وقال مدني عباس مدني أحد زعماء التحالف: "اليوم دعا المجلس للحوار، وفي ذات الوقت يقوم بترويع المواطنين في الشوارع".
وأضاف مدني أن دعوة البرهان جاءت قبل إلقاء القبض على أحد أعضاء التحالف وهو ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وهي جماعة متمردة.