في أول اختبار لقرارات الحكومة السودانية الأخيرة التي قضت بفتح الباب أمام النشاط السياسي للأحزاب السياسية في السودان، قررت قوى سياسية مختلفة الشروع فى عقد ندوات جماهيرية مفتوحة ، وقرر الحزب الشيوعي عقد ثلاث ندوات فى مناطق متفرقة بالعاصمة السودانية .

وطبقا لمعلومات مؤكدة فان الحزب الشيوعي قرر عقد ندوة سياسية يوم الجمعة المقبل بميدان الرابطة فى شمبات ، بينما يرتب حزب المؤتمر السوداني، لعقد ندوة مماثلة في ذات الزمان والمكان ، عن الوضع السياسي الراهن .

واعلن الشيوعي عودتة لميدان المدرسة الاهلية بامدرمان المكان المفضل له ابان الديمقراطية الثالثة للندوات معلنا عن ندوة هناك لم يحدد زمانها يعقبها باخرى فى ضاحية امبدة.

وبدورها اعلنت حركة (الإصلاح الآن) عقد ندوة بميدان (الرابطة)، شمبات بمدينة بحري، اليوم الاثنين يتحدث عبرها زعيمها غازي صلاح الدين العتباني،.

وكان الرئيس السودانى عمر البشير أعلن في السادس من أبريل الجاري عدداً من القرارات الهادفة لبناء الثقة وضمان إنجاح الحوار الوطني، أبرزها توجيه الجهات المختصة في المركز والولايات بالسماح وتمكين الأحزاب السياسية من ممارسة أنشطتها داخل وخارج دورها بلا قيد إلا ما تقتضيه نصوص القانون، وتعزيز المشاركة الإيجابية وحرية الصحافة والإعلام بلا قيد ولا شرط إلا ما جاء به القانون، وإطلاق سراح أي موقوف سياسي لم تثبت عليه بعد التحقيق تهمة جنائية في الحقل العام أو الخاص.

وتحول ميدان الرابطة في شمبات إلى موقع رمزي لقوى المعارضة، بعد أن طوقت قوات من جهاز الأمن السوداني، والشرطة ومكافحة الشغب، الميدان، في الخامس عشر من مارس المارضي، ومنعت ندوة سياسية لقوى المعارضة عن الوضع السياسي الراهن، واقتحمت دار حزب المؤتمر السوداني فى ضاحية الخرطوم بحري ، وفضت ندوة لقوى الإجماع الوطني بالقوة.

في سياق ذي صلة فند حزب البعث العربي الاشتراكي، ماتردد عن قبوله بالحوار الوطني مع النظام الحاكم، واعتبرها أمنيات لن تجد حظها فى الواقع، وجدد تمسكه بأن لا حوار مع النظام.

وقال القيادى فى الحزب محمد ضياء الدين في صفحته على "فيس بوك" ليل الاحد ان لا تفـــاوض ولا مســــاومة بحق الشعب والشهداء، والمهجرين والنازحيين من أبناء الشعب السوداني، وأنه لا خلاص يمكن أن يأتي عبر الحوار ولا مخرج لأزمات الوطن إلا بإسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي الذي تتطلع إليه جماهير الشعب السوداني.

الى ذلك كشف حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان عن بدء احزاب الحكومة حواراً بينها لإختيار ممثليها فى آلية الحوار الوطنى التى جرى التوافق عليها فى اللقاء التشاوري الأخير الذى دعا اليه الرئيس عمر البشير مؤخرا .

وناقش القطاع السياسي بالمؤتمر الوطنى فى اجتماعه الاحد تقييم مشاركة الحزب فى تهيئة الأجواء للحوار الوطني الذى ابتدره البشير وقال امين الاعلام فى المؤتمر الوطنى ياسر يوسف ا الاجتماع ابدى املا فى أن تتوافق القوى المعارضة والمشاركة فى الحكومة على اختيار ممثليها وتكوين الآلية حتى تنطلق عجلة الحوار بأسرع وقت.

وجدد القطاع السياسى طبقا ليوسف مناشدته للقوى السياسية التي لم تحضر الاجتماع التشاوري للحاق بقطار الحوار ، وقال (نطلق هذه الدعوة ونحرص على تكراراها لأننا لانريد أن نستثني أحد من القوى السياسية فى المشاركة فى عملية الحوار .)

وقال فى رد على سؤال حول مطالبة البعض أن يكون الرئيس البشير رئيساً للآلية التشاورية (لم يصلنا مايفيد بذلك ، واردف الذي حدث في الاجتماع التشاوري اقترح الكثيرين ان يتولى الرئيس رئاسة الآلية ونحن في الوطني نعتبر ذلك الطرح موضوعيا لأن الدعوة للاجتماع التشاوري اتت بمبادرة من الرئيس الذى اعطى دفعة قوية لعملية الحوار) .

وجدد يوسف التأكيد على ان الالتزام بتوفير الضمانات لقيادات الحركات المسلحة التى توافق على المشاركة فى عملية الحوار يمثل موقفا مبدئيا.

وقال ( نحن في تشاور مع بقية شركاء الحوار لنرى ماهي الآلية المناسبة لتوجيه الدعوات للحركات المسلحة وكيف يتم اشراك المتمردين في الحوار ، ).

ولم يقطع امين الاعلام بالمؤتمر الوطنى فى رد على سؤال عن ما اذا كان هناك سقف زمني لانتظار استجابة القوى المعارضة الرافضة للمشاركة فى الحوار المطروح.

وقال إن الامر لايمكن ربطه بسقف لجهة اعتباره ان الحوار بشأن القضايا التى وصفها بالموضوعية مثل قضية السلام والنهضة الاقتصادية الشاملة والهوية ، سوف يتصل ويستمر لأطول فترة ممكنة.

غير انه عاد واستثنى ماوصفه بالقضايا العاجلة التى تتطلب البت فيها فورا مثل قضية تهيئة المناخ ، وقال ان القضايا الموضوعية تتطلب التوافق او الوصول الى منطقة وسطى مع كل القوى السياسية .

ودعا يوسف كل القوى السياسية لأن ترتفع لمستوى المسؤولية الوطنية وتجاوز ما اسماه التكتيكات الصغيرة والاقبال على المشاركة في الحوار وقال ان القوى السياسية المقاطعة للحوار كانت تطالب بقضايا اساسية والآن انتفت تلك القضايا حيث استجابت رئاسة الجمهورية لكل تلك المطالب ويجب عليهم رد التحية بأحسن منها – وفق تعبيره- وأشار البيان إلى أن الجبهة الثورية غير مستعدة للمشاركة في ما سمَّاها المسخرة الإنقاذية، وأشار إلى أن الحوار الحالي يأتي، والنظام يصعد الحرب بدلاً من إعلان وقف العدائيات والإتفاق على إجراءات بناء الثقة وتهيئة المناخ واعتبره أمر مقصود ومدروس.