في ثاني جلسة أسبوعية على التوالي، ألقى برلمانيون مغاربة، باللائمة على الحكومة، على خلفية المغاربة الذين ماتوا غرقا، في فيضانات شهر نوفمبر الماضي، في الجنوب الشرقي والغربي من المغرب.

وشدد برلمانيون أن "المنكوبين يحتاجون لأن تقول الحكومة بأنها مسؤولة"، موجهين الاتهام للحكومة بـ "التهرب من تحمل المسؤولية"، قبل أن يوجهوا اتهاما آخر بأن "الحكومة كانت مشغولة في الحملات الانتخابية، والأنشطة الحزبية، ولم تتحمل مسؤوليتها".

وفي رده على اتهامات البرلمانيين، أعلن عزيز الرباح وزير التجهيز والنقل، أن "الحكومة لا يد لها في الفيضانات"، معلنا أن "الحكومة تتحدث عن معالجة الآثار، أما إذا اتضح أن هناك من أخل بواجبه، فإننا مستعدون لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقه".

كما رحب الوزير المغربي، بقرار البرلمان بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق"، في الخسائر البشرية التي تم تسجيلها بعد الأمطار الاستثنائية في جنوب المغرب، خلال الأسبوعين الماضيين.

وتحت قبة البرلمان بالرباط، أوضح وزير التجهيز والنقل أن "505 جسور مغمورة بالمياه" حاليا، معلنا أن الكلفة المالية لفتح طريق تحتاج لتكلفة أولية، تصل إلى 65 مليون درهم مغربي، في حين نحتاج لمليار درهم مغربي لإعادة الأمور لنصابها في المغرب.

ورفض المسؤول الحكومي المغربي، اتهامات المعارضة للحكومة بالاستغلال السياسي للفيضانات، داعيا في نفس الاتجاه كتل المعارضة البرلمانية، إلى "الارتقاء بمستوى النقاش".

وأعلنت وزارة الداخلية، الثلاثاء، أن الفيضانات في المغرب، خلفت وفاة 11 مواطنا مغربيا، منذ 27 نوفمبر الماضي، ما يرفع عدد القتلى، بعد الفيضانات غير المسبوقة التي أتت بعد الأمطار الاستثنائية خلال أسبوعين اثنين، في جنوب المغرب، إلى 47 قتيلاً.

وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية، الثلاثاء، أنه منذ 27 نوفمبر الجاري، تم إنقاذ 1093 مواطنا، من ضحايا الفيضانات، في غاليتهم في إقليمي كلميم والسمارة، في غربي جنوب المغرب، في فيضانات لم يسجلها جنوب المغرب منذ أكثر من نصف قرن.

كما تم إجلاء 1690 شخصا، يسكنون في مناطق خطيرة، غالبيتهم في مدينة كلميم المنكوبة، والأكثر تضررا بالفيضانات.

وفي عمليات فك العزلة عن المنكوبين، قالت الداخلية إنها فكت عزلة 103 قرى، من مجموع 356 قرية منكوبة بالفيضانات، خلال الـ 15 يوما الماضية.

ونقلت 10 بواخر، مواد غذائية ومحطات لمعالجة المياه للشرب، مع قنينات غاز البوتان، انطلاقا من ميناء مدينة أكادير، في اتجاه مدينة سيدي إيفني.

وتواصل طائرات الهيلكوبتر، بتنسيق بين الجيش والدرك، بحسب الرباط، نقل مواد غذائية وأغطية وخيام، إلى المناطق المعزولة والمنكوبة بالفيضانات.

وحسب العربية نت، فقد عادت حركة المرور في 9 طرق رئيسية، من مجموع 14 طريقاً رئيسية، لا تزال مقطوعة، بينما في الطرق الثانوية، فـ 22 طريقا عادت بها حركة المرور، من مجموع 36 طريقا تضررت من الفيضانات.

ومن تداعيات الفيضانات في المغرب، إعلان الحسن جهادي، عمدة مدينة سيدي إفني، على المحيط الأطلسي في جنوب المغرب، "استقالته من إدارة المدينة"، في أعقاب ما وصفها بـ"تجاوزات في التعاطي مع أضرار الفيضانات"، منتقدا "عدم حضور وزير الداخلية إلى المدينة".

وتعيش مدينة سيدي إيفني، في جنوب المغرب، عزلة بسبب تدمير الفيضانات للطرق التي تربطها بالمدن وبالقرى المجاورة، ما دفع بحارة إلى إنشاء "جسر دعم بحري"، عبر البواخر، انطلاقا من مدينة أكادير، لإيصال المؤن الغذائية وقنينات غاز البوتان وقنينات الماء الشروب.

وتطوع الصيادون البحريون، من مدينة أكادير، لنقل المساعدات بحرا، عبر بواخر الصيد للمنكوبين في مدينة سيدي إيفني. ومن المواد التموينية التي جرى شحنها بحرا صوب مدينة سيدي إيفني، البطاطس والجزر والبصل والحليب وقنينات الماء.