دعت دول اتحاد المغرب العربي إلى وضع استراتيجية أمنية مشتركة بالمنطقة المغاربية لمواجهة التهديدات الإرهابية والاتجار بالأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية.جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي (المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وموريتانيا)، اليوم الخميس، بالرباط، والتي شهدت غياب وزراء خارجية الدول المغاربية.

ودعا عبد القادر مساهل، الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغربية والأفريقية، في كلمة له، إلى الإسراع لوضع استراتيجية أمنية بالمنطقة المغاربية لمواجهة مخاطر الإرهاب والاتجار بالأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية.وقال مساهل إن التحولات المتسارعة بالمنطقة تتطلب مواجهتها وتكثيف التعاون والتنسيق.وأضاف: "الأمن الجهوي يعتبر أهم القضايا المطروحة، وهو ما يقتضي تكثيف التشاور حيال هذه القضية"، مشيرًا إلى "ارتفاع تحركات الجماعات الإرهابية في الساحل، وهو ما يهدد أمن واستقرار المنطقة".واعتبر أن "العالم العربي يعيش في ظل أوضاع خطيرة ومتغيرات متسارعة تنطوي على تهديدات تستهدف كياناتها ووحدتها الوطنية وأمنهما واستقرارهما"

وبحسب الوزير الجزائري فإن "تنامي النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية يزيد من حجم الأخطار التي تهدد مستقبل الشعوب ويعرقل فرص النمو الوطنية".بدوره، قال ناصر بوريطة، كاتب عام (وكيل ) وزارة الخارجية المغربية، إن "تصاعد الهجمات الإرهابية يستدعي تعزيز الأمن المغاربي من خلال الإسراع في بلورة استراتيجية أمنية للحد من ظاهرة الإرهاب".ودعا بوريطة إلى "المزيد من التنسيق المغاربي لأجل الحد من الأخطار التي تهدد بلدان المنطقة"، مشيرا إلى أن "التحديات الأمنية تفرض التنسيق أيضًا مع الدول الأفريقية". وأشار إلى أن "هذا الاجتماع ينعقد في ظل أزمات على المستوى الإقليمي والدولي، وهو ما يقتضي ضرورة البحث على حلول من أجل بعث الروح بالاتحاد المغاربي".وأكد على أن بلاده "تتشبث بمواصلة العمل من أجل الوصول إلى اتحاد مغاربي قوي، لا يبقى حبيس نظام متجاوز".واعتبر أن "نجاح تنمية الدول المغاربية لا يتأتى إلا بفتح الحدود بين الشعوب والرفع من وتيرة المبادلات التجارية بين الدول المغاربية، والتي تقل عن 3 في المائة وهي الأضعف من نوعها". 

من جهته، قال محمد الهادي الدايري، وزير خارجية الحكومة الليبية المنبثقة عن برلمان طبرق (شرق)، إن "هذه الدورة تكتسي أهمية بالغة باعتبارها تأتي في خضم متغيرات كبيرة ألقت بظلالها على المنطقة المغاربية".ولفت إلى أن "الإرهاب الذي استشرى وتوغل يشكل العامل الأساسي الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع بالمنطقة المغاربية". 

ويعود تاريخ تأسيس اتحاد المغرب العربي إلى 17 فبراير/شباط 1989 بمدينة مراكش بالمغرب، إلا أن الصراع حول إقليم الصحراء وتباين المواقف بين المغرب والجزائر حول هذه القضية أدى إلى تجميد عمل هذا الاتحاد، حيث لم يعقد أية قمة منذ عام 1994.ويهدف الاتحاد إلى فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين. ويضم الاتحاد 5 دول هي موريتانيا، والمملكة المغربية، والجزائر، وتونس، وليبيا، وتمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي، ووقع المؤسسون على ما سمي بـ”معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي”.