تقدم جمعية دروب الفن بأكادير، يوم فاتح مارس المقبل، عرضها المسرحي الأول بعنوان "حبر العين"، وهو عمل إبداعي تحسيسي مخصص لظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال.

وتحاول هذه المسرحية، التي تقدم بشراكة مع جمعية "ماتقيش ولدي"، أن ترصد إبداعيا ظاهرة الاعتداء على الأطفال وأن تدق ناقوس الخطر عبر الدعوة إلى إشراك كل فعاليات المجتمع المدني والأجهزة المعنية لمحاربة الظاهرة والحد من خطورتها.

وأوضح رئيس جمعية دروب الفن بأكادير ومخرج المسرحية محمد جلال أعراب في ورقة تقديمية أن هذا العمل الفني يحاول أن يضع كل المشتغلين عليه في دائرة البحث عن الإمكانيات الإبداعية ليمارس أقصى درجات التأثير والتحسيس، فضلا عن مقاربة الموضوع انطلاقا من حساسيات متعددة ومتجانسة لتقوية المواقف الدرامية لشخصيات المسرحية.

وأبرز أن هذا العمل المسرحي يطمح إلى مخاطبة أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة من خلال اختياراته اللغوية (عربية وفرنسية وأمازيغية) وتقديمه على المستوي المحلي والجهوي والوطني والدولي، مؤكدا أنه "بحكم اتصالاتنا فقد حصلنا من الآن على موافقة العديد من الجهات على برمجة العروض المسرحية على امتداد سنة 2014".

وتتمحور أحداث المسرحية، التي تتوسل أدوات فنية وجمالية وأدائية ضمن حبكة حكائية تتطلع لممارسة أقصى درجات التأثير، حول طفلة تعرضت لاغتصاب جماعيسبب لها جروحا نفسية واجتماعية لا تندمل إلا بفعل المقاومة والتصدي والاستشفاء بتحويل الأزمة إلى طاقة إيجابية (ممارسة الرياضة والموسيقى والمسرح)، في حين يسعى الطفل إلى طرح تساؤلات لا تنتهي حول فعل الاغتصاب.

وبما أن المسرحية تتوخى التأثير الواسع في المتلقي، فإنها تتوسل انجازات البحوث الدراماتورجية الما بعد حداثية، من خلال استثمار الوسائطية (استعمال الجانب الوثائقي المتمثل في صور الضحايا، الوقفات الاحتجاجية، تصريحات فعاليات المجتمع المدني المتتبعة للظاهرة)، وفنون الأداء (كوريغرافيا، التعبير الجسدي، الأصوات، الغناء، اللعب)، وفنون الحكي (انشطار الشخصية، الفلاش باك، تداخل السرد والتعبير) والفنون المرئية (السينوغرافيا، تقسيم الخشبة إلى مساحتين متداخلتين: مساحة للصورة ومساحة للعب والإضاءة والألوان وخيال الظل.

وتقوم المسرحية على مبدأ الانشطار، فإلى جانب الشخصية المركزية ، توجد شخصيتان، هما في طبيعتهما أصوات للشخصية المركزية، ووعي ولا وعي، شعور ولاشعور، صوت وبوح، جرح وشفاء جرح الشخصية المركزية، أي الشخصية المحورية في كل تجلياتها وتشعباتها المتعددة.