أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أنها توصلت بثلاثة طلبات من تونس وليبيا وغينيا كوناكري للاستفادة من الخبرة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني.

وجاء في بلاغ للوزارة  أن الملك محمد السادس أمر بالانكباب على دراسة مختلف الجوانب التطبيقية المتعلقة بهاته الطلبات

وزارة الشؤون الدينية بتونس، حسب البلاغ،  طلبت تكوين أئمة تونسيين بالمغرب والاستفادة من الخبرة المغربية في عمارة المساجد،  بينما طلبت الأمانة العامة للشؤون الدينية بجمهورية غينيا كوناكري ، تكوين أئمة غينيين بالمغرب، وطلب معهد الإمامة والخطابة التابع لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بليبيا الاستفادة من دورات في مجال تدبير الشأن الديني.

هذه الطلبات تأتي في الوقت الذي يواصل الفوج الأول من الشباب الماليين تكوينهم في المغرب ليكونوا أئمة في مساجد جمهورية مالي، وذلك بعد أن أعلن العاهل المغربي  الملك محمد السادس في خطابه في حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد عن قرار المملكة المغربية الاستجابة لطلب رئاسة جمهورية مالي المتمثل في تكوين خمسمائة مائة إمام في خمس دورات مدة كل دورة سنتان.

وكان خطاب الملك محمد السادس بالمناسبة  قد بين أسس التعاون الذي تندرج فيه هذه العملية وهي ثلاثة على الخصوص:

 العلاقات التاريخية والحضارية الخاصة بين البلدين، والامتداد في الثوابت الدينية والروحية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف المستمد من سلوك الإمام الجنيد، وهي ثوابت مشتركة تنتهي أسانيدها إلى المغرب بالنسبة لمجموع أهل بلدان إفريقية الغربية ومنضمنها جمهورية مالي، واخيرا، الأهمية المتزايدة للتأطير الديني للمجتمع، تأطيرا مبنيا على جودة التكوين وتوفير التوجيه الذي يحمي من كل استغلال للجهل بالدين قصد زرع الفتنة وتسلل نزوعات التكفير والإرهاب إلى مجال كانت تحميه على امتداد القرون ثوابته الأصيلة وثقافته السمحة من كل انزياح أو انحراف

يتكون الفوج الأول من الطلبة الماليين نحو مائة مترشح ، وقد جاء اختيارهم نتيجة عمل السلطات المالية المكلفة بالشؤون الدينية وباستشارة تقنية مع خبرة مغربية، ، وانبنت معايير على المستوى في اللغة العربية ودرجة حفظ القرآن الكريم والإلمام بمبادئ الثقافة الشرعية، وراعى المسؤولون في مالي معايير محلية وقرروا على الخصوص أن يكون ضمن هذا الفوج أئمةعاملون في المساجد وشباب لم تسبق لهم مزاولة الإمامة.

  فيما يتعلق بالمضمون العلمي للتكوين، حضرت وزارة الأوقاف المغربية مشروع برنامج أبلغتهللجانب المالي ووافق عليه، ويركز على دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والضروري من العلوم الشرعية واللغة العربية ومهام الإمامة وشروطها في سياق الثوابت الدينية في جمهورية مالي،  ومن جملتها التدريب على أساليب التبليغ باللغات المستعملة في مالي، كما يتضمن البرنامج دروسا في تاريخ مالي وجغرافيتها ومؤسساتها بالإضافة إلى تاريخ الإسلام والعالم، ودروسا في حقوق الإنسان والصحة العقلية والإعلام وحساب الفلك. ويتبين من هذا البرنامج أن جانبا من الدروس سيستدعي حضورا بيداغوجيا بتأطير مالي.