أحالت السلطات المغربية، اليوم الثلاثاء، أربعة متهمين فرنسيين في قضايا إرهاب إلى محكمة الاستئناف بالعاصمة المغربية الرباط (شمال).

وأفادت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، نقلا عن مصدر قضائي، اليوم أنه تم توجيه تهم للفرنسيين الأربع، بـ"تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، وعقد اجتماعات بدون ترخيص".

وكان بيان صادر عن وزارة الداخلية المغربية، أفاد أن الأمن المغربي أوقف في 13 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري 4 فرنسيين "يشتبه في كونهم على علاقة بمجموعات إرهابية".

وقال بيان الداخلية المغربية، إنه "بناء على معلومات استخباراتية وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتاريخ 13 نونبر (نوفمبر/ تشرين الثاني) 2014، من إيقاف 4 متطرفين فرنسيين، كانوا يقيمون بمدينتي العيون (عاصمة إقليم الصحراء) ومراكش (جنوب)، والذين يشتبه في كونهم على علاقات بمجموعات إرهابية ببعض بؤر التوتر".

وأضاف البيان أن "أحد هؤلاء الموقوفين سبق أن أقام بمصر واليمن في ظروف مشبوهة، أثار الانتباه من خلال خطابه الديني المتطرف، في حين تم رصد أحد المشتبه فيهم خلال دأبه المريب على استقاء معلومات ميدانية تخص بعض الأماكن العمومية".

ونشرت السلطات المغربية خلال الأيام القليلة الماضية، وحدات عسكرية أطلق عليها اسم "حذر" بأمر من العاهل المغربي محمد السادس، في عدة مدن مغربية كبرى، وهي طنجة (أقصى الشمال) وأغادير (جنوب)، والرباط (شمال)، والدار البيضاء (شمال)، وفاس (شمال)، ومناطق حيوية كالمطارات ومحطات القطار.

وتقول السلطات الأمنية المغربية، إن نشر هذه الوحدات يهدف لـ"توفير الأمن للمواطنين وحمايتهم"، بحسب تصريحات سابقة لوزير الداخلية محمد حصاد.

وتزداد المخاوف في المغرب من تهديدات إرهابية من المحتمل أن تستهدف أراضيه حذرت منها قبل أسابيع سلطات البلاد، بعد توعد شباب مغاربة يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" في كل من العراق وسوريا بالعودة إلى موطنهم الأصلي لـ"الانتقام" عبر تنفيذ عمليات إرهابية.

يأتي ذلك في ظل تقديرات رسمية مغربية تشير إلى أن أعداد المغاربة المُجندين في صفوف تنظيم "داعش" يترواح ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل، من ضمنهم مغاربة قدموا من دول أوروبية للالتحاق  بمعسكرات هذه الجماعة.

وتشدد القوات المغربية مراقبتها للحدود البرية المغربية؛ خشية تسلل مقاتلين من هذا التنظيم إلى أراضيها أو محاولة آخرين مغادرة ترابها في اتجاه بؤر التوتر في كل من العراق وسوريا، فيما أعلنت السلطات الأمنية المغربية الجمعة الماضية، اعتقالها لشخصين مواليين لتنظيم داعش قبل مغادرتهما البلاد للالتحاق بمعسكرات هذا التنظيم .

ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.