قال مسؤول بالمنظمة الدولية للهجرة إن زامبيا أصبحت "محطة" للإتجار بالبشر، بالنظر إلى طبيعتها الجغرافية، وتدهور الإجراءات الأمنية لمراقبة حدودها الشاسعة التي جعلت منها أرضا خصبة للمهربين.

وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة جنوب أفريقيا، برناردو ماريانو، إن "الموقع الجغرافي الذي تشاركه زامبيا - الأرض والبحيرات والحدود النهرية - مع ثمانية جيران والحدود التي يسهل اختراقها والصعوبات التي تعترض تطبيق قوانين الهجرة جعلها محطة للإتجار بالبشر".

وأعرب ماريانو عن أسفه لحقيقة أن العديد من الشباب المحليين، بمن في ذلك اللاجئين من البلدان المجاورة المضطربة، يغريهم فرص السفر إلى زامبيا أملا في العثور على حياة أفضل؛ ليكتشفوا أنهم سقطوا في قبضة المهربين عديمي الضمير.فريد ميزيمبو، الذي تركه المهربون في منطقة نائية من البلاد، هو أحد الأمثلة على ذلك، حيث قال في حديث لوكالة الأناضول "بصرف النظر عن أنه يجري استغلالنا ماليا، فإننا نواجه الكثير من المشاكل، أكثرها خطورة الجوع الذي يمثل مشكلة كبيرة".وقال أندرو تشوجا، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في زامبيا، إن عدد حالات الإتجار التي يجري التحقيق فيها خلال عام 2012 بلغت 500 حالة، في حين لا تزال محاكمة 50 من المشتبه بهم في الاتجار جارية.

وأشار تشوجا إلى العديد من الأطفال الذين يغريهم تجار البشر بالوعود بفرص عمل بأجور جيدة أو الطموح بالانضمام واللعب للأندية الرياضية الكبرى في الخارج، لكن عندما يصلون إلى الحدود، يواجهون صعوبات جمة.وأعرب عن أسفه "لأن ضحايا الاتجار بالبشر تقنعهم أو تغويهم العروض بفرص العمل ذات المرتبات المجزية، لكن لدى الوصول إلى الوجهة النهائية يتحولون إلى ضحايا للسخرة والاسترقاق الجنسي".

خلال الأسابيع الأخيرة، ضبطت السلطات 46 حالة يشتبه أنهم ضحايا للإتجار بالبشر في زامبيا، وكان من بين هؤلاء 11 إثيوبيا، و8 بنغلادشيين و4 باكستانيين، و11 صوماليا، و12 كونغوليا.واعتبر تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا زامبيا بلدا مصدرا للرجال والنساء والأطفال من أجل الإتجار بهم لأغراض العمل القسري والجنس.واعترفت مسؤولة العلاقات العامة بوزارة الهجرة ناماتي نشينكا بأن حدود البلاد واسعة للغاية بحيث يصعب مراقبتها.وفي تصريح لوكالة الأناضول قالت إن "الحدود الشاسعة التي تشاركها زامبيا مع الدول المجاورة لها، ونقص القوى العاملة (لإنفاذ القانون) يخلق أرضا خصبة للمهربين".