أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في كلمته خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الشعب الليبي لم يعد بحاجة إلى سلاح يقتتل به وأن كل بؤر التحريض وبذور التوتر التي دأبت التدخلات الدولية السلبية على خلقها والتي حافظت الأطماع الشخصية والفئوية الضيقة على استدامتها قد جرفتها سيول الجبل الأخضر ودرنة إلى البحر.

وأضاف المنفي في كلمته التي ألقاها عن بعد أنه ذهب زمان وجاء زمن آخر لا صوت يعلو فيه على صوت الشعب ولا مصلحة فيه تسمو على مصلحة الوطن ولا مكان في السلطة فيه للفاسدين وتجار الحروب.

ودعا المنفي العالم إلى أن يتحمل مسئولياته تجاه ليبيا باحتواء آثار ما بعد  كارثة السيول التي اجتاحت مدن الجبل الأخضر على رأس ذلك الإجراءات الصحية اللازمة لحماية ما تبقى من سكان المدينة والمدن المجاورة من كارثة صحية حذر منها المختصون.

وأضاف المنفي أنه بالرغم من الجهود التي يبذلها الجيش الليبي والسلطات المحلية والسلطات الليبية عامة ً للتعامل مع الكارثة من إخلاء السكان وانتشال العالقين ودفن الموتى واحتواء الوضع الصحي في المدينة، إلا أن حجم النازلة قد فاق كل المقاييس والقدرات المحلية.

وبين المنفي أنه أهاب في كلمة عاجلة إلى الدول الشقيقة والصديقة بالتدخل الفوري ومد يد العون بالفرق الفنية المختصة بالبحث والإنقاذ والدعم الطبي واللوجيستي.

وتابع المنفي أن الليبيين والعالم أفاقوا يوم الأحد العاشر من سبتمبر على مشهد رهيب وكارثة كبرى نزلت بمدينة درنة الليبية الوادعة أذهلت المسؤولين عما دونها من كوارث عمت ما حولها من مدن وقرى الجبل الأخضر شرق البلاد، ذلك اليوم الذي راح فيه آلاف من سكان المدينة والمنطقة بين قتيل ومفقود دفعة واحدة بعد أن جرفت السيول أكثر من ربع المدينة.

وشدد المنفي على أن القيم العظيمة لا تولد إلا من رحم المعاناة، قائلا إن "كارثة مدينة الياسمين تبعث في أبناء الشعب الواحد روح الوحدة والتضامن والنجدة، فما أن تكشفت الفاجعة حتى نفض الشعب الليبي من أقصى الغرب إلى أقصى الجنوب عن نفسه تراكمات الانقسام السياسي والحروب الأهلية ليكشف عن معدنه البراق ويسمو فوق جراحات الماضي ويضع ملامح المستقبل الذي يراه بعيونه وعيون الأجيال المقبلة لا بعيون الساسة وتجار الحروب" وتابع "إن هذا بلا شك هو الدرس الذي سوف نعلمه لأبنائنا حتى لا تتكرر أخطاء هذا الجيل وستكون أرواح أطفال مدينة درنة الزاهره قناديلاً تضئ لنا مسار الوطن ولم الشمل وبناء الدولة".

وزاد المنفي أن الشعب الليبي "قد ضرب بتضامنه ووحدته أبلغ دروس المسئولية والحب واللحمة الوطنية، وإنه لجدير بأن يسمع صوته، ويوقف عند رأيه فقد آن لعرس الديمقراطية في ليبيا أن يبدأ بعزيمة الشعب وصدق المخلصين وعون الدول الصديقة للشعب الليبي والمنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وأن كل ما يتطلبه ذلك قد أصبح واجب التحقيق من تشريعات انتخابية وسلطة موحدة وحرية انتخابية ودعماً لوجيستياً وفنياً دوليا".