في النّدوة الصحفية التي عقدها اليوم الإربعاء 14 مايو/أيار 2014 و حضرها رؤساء نحرير وسائل الإعلام التونسية و الأجنبية بمناسبة مرور مائة يوم على توليها دواليب رئاسة الحكومة تحدّث المهدي عن ما أنجزته حكومته في المدّة في ما يتعلّق ببنود خارطة الطريق التي أقرها الحوار الوطني يداية العام الحالي للخروج من هذه المرحلة الإنتقالية و التحضير لإنتخابات حرة نزيهة و شفافة كما تطرّق لعديد الملفات الإثتصادية و الأمنية خاصة و عن برناج حكومته في الفترة القادمة .

فعلى الصعيد الأمني و الحرب على الإرهاب و العملية العسكرية الجارية في جبل الشعانبي في الحدود الغربية مع الجزائر قال جمعة "حققنا نقلة نوعية لمقاومة الإرهاب بتجاوز مرحلة رد الفعل والأخذ بزمام المبادرة لتعقب الخلايا و القضاء على البؤر الارهابية" و أضاف قائلا :"لا مكان للإرهاب في تونس كلفنا ذلك ما كلفنا" و أشار جمعة بالقول إلى "تونس لن تنسى كل من ضحوا في سبيلها بحياتهم ونلتزم ببذل كل ما في وسعنا لكي لا تذهب دمائهم الزكية هدرا" و أضاف جمعة بأنه تقرر "إحداث قطب مختص في الإرهاب قبل موفى 2014."و  أنه تم "وضع الجوانب العملياتية والاستخباراتية والبحثية والأمنية والإرشادية وتم الشروع في إعداد إطاره القانوني ليكون جاهزا قبل نهاية سنة 2014" مؤكدا أنه "لا مكان للإرهاب في تونس، منوها بجهود الأمنيين والعسكريين في مقاومة هذه الآفة" على حد تعبيره .

في الجانب الإقتصادي قال رئيس الحكومة التونسية المرقتة :"حان الوقت لمراجعة جذرية للمنوال الإقتصادي الذي لم يتغير منذ عقود" مؤكدا بأن حكومته قد قامت "بإعداد المقاييس وطرق العمل للحد من التهرب الضريبي وتدعيم مبدأ العدالة الجبائي"داعيا "كل التونسيين في القطاع الخاص والعام والمقيمين بالخارج كل حسب امكانياته للمساهمة في الاكتتاب حتى نحقق الدعم المطلوب لبلادنا" على حدّ قوله .

و أشار جمعة إلى أن حكومتها ستتخذ "الإجراءات الفورية اللازمة لتطوير الإستثمار الداخلي والخارجي" مشيرا في ذات السياق إلى أن حكومته إتبعت "تمشيا جديدا لإصلاح المؤسسات العمومية يرتكز على ضبط عقود مع هذه المؤسسات مقابل تمويلها من طرف الدولة" و أضاف بالقول :" من اجل دفع المشاريع العمومية بسّطنا إجراءات إنجاز الصفقات واعطينا مسؤولية أكبر للجان الجهوية ودعمنا الشفافية" .

وعن الإستثمار في الجهات قال جمعة : "تمكننا من إعادة تنشيط أكثر من 400 مشروعا معطّلا قيمتها الجملية حوالي 900 مليون دينار" و أضاف بالقول بأنّه "تمّ تركيز فريق عمل حكومي لمتابعة إنجاز المشاريع العموميّة ميدانيا شملت إلى حدّ الآن 17 ولاية (محافظة) " و أنّ "عدد المشاريع المموّلة من طرف الدولة تضاعف 10 مرّات مقارنة بنفس الفترة من سنة 2013" و أنه تم "إنقاذ أكثر من 800 مشروع صغير مموّل من طرف الدولة" مضيف في ذات السياق أن "الدّولة تخصص 100 مليون دينار لفائدة المؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية "
 

و على مستوى التشغيل قال جمعة :" إرتفاع عمليّة تشغيل حاملي الشهادات العليا بـ16%" و أنّه تم "تخصيص 30 مليون دينار لتدعيم التشغيل الذاتي للشباب أصحاب الشهادات العليا"

سياسيا أكد اليوم رئيس الحكومة مهدي جمعة أنه لن يترشح للانتخابات القادمة وأوضح خلال الندوة الصحفية مع رؤساء التحرير، أن أعضاء حكومته لن يكونوا طرفا في الانتخابات  كما لاحظ رئيس الحكومة أن حكومته معنية بالانتخابات من حيث الإعداد وتوفير الأرضية الملائمة لإجرائها في ظروف طيبة ونزيهة وشفافة على خدّ تعبيره .ونفى جمعة أن تكون قد اتصلت به أحزاب وعرضت عليه مواصلة العمل على رأس الحكومة بعد الانتخابات.

و عن حل رابطة حماية الثورة النقطة التي يراها البعض من أكثر النقاط أهمية في خارطة الطريق من أجل توفير مناخ سليم لإنتخابات حرة و نزيهة و شفافة قالة جمعة إن "حماية الثورة فات عصرها وللثورة دولة تحميها" وأوضح جمعة  أنه تم حصر عدد رابطات حماية الثورة وأنه ستتم متابعة الملف قانونيا، مشيرا إلى قضية  في هذا الخصوص سيتم البت فيها  يوم 26 مايو/آيار الجاري. وأضاف أن نشاط هذه الرابطات غير قانوني وأنه سيتم تطبيق القانون عليهم على حدّ قوله .

و عن ملف الدّيبلوماسيين المختطفين في ليبيا قال جمعة حاليا أن الحكومة التونسية تُتابع بإستمرار ملف التونسيين المختطفين بليبيا لكن ضمن قوانين وضوابط  .ونص جمعة على أن الحكومة لن تخضع للمقايضة ،مشددا على أهمية عودة المختطفين سالمين الى عائلتهم .وفق تعبيره .

و إثر هذه الندوة الصحفية أجرت إذاعة "موزاييك" التونسية الخاصة حوارا مع قادة الأحزاب الثلاثة الكبرى في تونس حول وجهة نظرهم و رأيهم في ما ورد في كلمة رئيس الحكومة المؤقتة ،فعن حزب نداء تونس قال القيادي منذر بلحاج علي بإن "حزبه لن يصدر أي مواقف بخصوص ما جاء في الندوة الصحفية لمهدي جمعة قبل دراسة ما جاء فيها نقطة بنقطة"

وإعتبر بلحاج أن "الحكومة الحالية تجد نفسها في وضعية صعبة بالنظر إلى الوضعية التي توجد فيها البلاد، مضيفا أن حزبه على إستعداد لتقديم المساعدة في حالة كان ذلك ضروريا" على حدّ قوله

من جانبه حيا القيادي بحركة النهضة حسين الجزيري مبادرة مهدي جمعة بعرض حصيلة مائة يوم عمل لحكومته، معبرا عن تصديره للمجهول الذي بذلته. وقال الجزيري إن" الإصلاحات المعلنة يجب أن يتم إرسائها خلال الأربع أو الخمس سنوات المقبلة" وفق تعبيره .

و عن الجبهة الشعبية قال زياد لخضر الأمين العام لحزب الوطد الموحد إن "المهمة الرئيسية  للحكومة الحالية هي تنظيم إنتخابات شفافة." وأشار في المقابل إلى عدم تطرق مهدي جمعة إلى مسألة مراجعة التعيينات مما سيثير شكوك الأحزاب بخصوص شفافية الانتخابات المقبلة. وأضاف أن رئيس الحكومة المؤقتة لم يتطرق إلى مسألة الإغتيالات السياسية ولم يعلن عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في هذا الملف. على حدّ قوله