عند زيارة بلد ماء، من الطبيعي أن يسعى الإنسان لمعرفة أدق التفاصيل في البلد وفي حياة الناس، حيث يتعرّف على ثقافتهم ويكتشف أشياء جديدة لم يكن يعرفها. ومن هذه البلدان المغرب الذي يعتبرا مركزا ثقافيا في المنطقة ومقصدا يزوره الناس للاكتشاف والتعرف على عاداته. والموسيقى هي إحدى هذه العادات، حيث تنتشر في كل مكان وبمقامات مختلفة.
يعد اكتشاف الموسيقى المغربية التقليدية أحد أسباب السفر إلى البلاد. فالمغرب بلد مليء بالموسيقى التقليدية، وتختلف موسيقاه من منطقة إلى أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تم إثراء الموسيقى من خلال التقاليد الموسيقية الأخرى. ويتم التعبير عنها بأشكال عديدة ومن خلال الآلات الموسيقية الخاصة بالثقافة المغربية.
في المغرب أشكال موسيقية متنوعة في غالبها متشابهة ومحافظة على تقاليد البلد المازج بين ثقافات عديدة. والمغاربة عموما متنوعو الذوق الموسيقي، فعندما يتجول الزائر في الدار البيضاء، سيجد نفسه أو مزيج من الإيقاعات، وفي غالبها عصرية، أما من يتجه نحو المدن الداخلية فسيجد نفسه أمام أنواع محلية تقليدية يصارع أهلها من أجل بقائها.
ففي جنوب البلاد مثلا، هناك تأثر واضح بالطابع الأندلسي في الإيقاعات والآلات الموسيقية. وحتى من لا يفهم كلمات الأغاني، سيعرف طابعها ويتذوق ألحانها. أما إذا استمعت إلى موسيقى شعبية بربرية، فستتاح للزائر إمكانية التعرف على أشكال جديدة ورؤية الفرق المكونة من الرجال والنساء، حيث لازال الرجل يرتدي القفطان الأبيض، وخنجرًا تقليديًا على جنبه. وهذا الفولكلور هو جزء من الموسيقى في المغرب، مثل الرقص ، الذي يتم إحياؤه حول هذه الموسيقى الشعبية.
بقية المدن بدورها تتميّز بعاداتها الخاصة في الموسيقى المغربية، جيث تعتمد في الغالب على مجموعات، باعتبار أن الرجل في المجتمع المحافظ، يكون مركز العمل الثقافي ويمكن أن يتغاضى عنه الجميع مع كانت انفلاتاتها، عكس المرأة التي تشارك في الأعمال الثقافية على استحياء، أو في ظل تعقيدات اجتماعية قاسية.
وترتبط الموسيقى في المغرب بحسب العارفين، في بدايتها بالأعراس باعتبار أن الحفلات كانت مجالات ضيقا يمكن أن تصنع فيها الأغنية الشعبية، ثم تطورت وتدرّجت في مجالات أرحب مثل المهرجانات ودور الثقافة وغيرهما.