أعلن غازي صلاح الدين، زعيم حزب “الإصلاح الآن”، المنشق عن حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم بالسودان، أن سقف مطالبهم “لن يقف عند مجرد الاعتراض على انتهاك الحريات، بل يمكن أن يتطور إلى المطالبة برحيل الحكومة”.

وكان النظام السوداني اعتقل خلال شهر واحد اثنين من قادة المعارضة وهما كل من زعيم حزب المؤتمر إبراهيم الشيخ وقبله زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، في خطوة عدّها المتابعون خطأ قاتلا.

واعتبر صلاح الدين أن “الرئيس السوداني عمر البشير ليس داعما للحوار الذي دعا إليه في يناير الماضي”. وأضاف القيادي المعارض، الذي انشق عن “المؤتمر الوطني” في أكتوبر الماضي، احتجاجا على قمع الأجهزة الأمنية للاحتجاجات التي شهدتها البلاد وقتها وخلفت عشرات القتلى: “أرجح أن تصرفات الحكومة ستقضي على مبادرة الحوار بصورة جذرية وعندئذ ستكون الساحة السياسية مهيأة لأية تطورات تملأ الفراغ”.

ويواجه حكم الرئيس السوداني عمر البشير أزمات سياسية وأمنية كبيرة تهدد بانهياره، ففي الوقت الذي تلملم فيه المعارضة نفسها لمواجهة اقتربت ساعتها مع النظام، تتصاعد حدة المعارك الدائرة بين المليشيات الحكومية (الجنجويد) وقوات الجبهة الثورية على الحدود بين جنوب وشمال السودان في ولاية جنوب كردفان.

وكان تحالف يضم 45 منظمة عربية وأفريقية، تعمل في دعم جهود السلام في السودان، قد وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، ومجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية طالبه فيها بالسعي إلى إنهاء ما أسماه بـ”استهداف المدنيين من قبل الحكومة السودانية والميليشيات المسلحة المرتبطة بها”.

ويرى المحللون أن سياسة النظام التي ما فتئت تستهدف في الآونة الأخيرة التيارات السياسية والمدنية من شأنها أن تتسبب في عودة إحكام طوق العزلة عليه بعد أن تمكن مطلع العام الحالي بعد إطلاقه مبادرة الحوار من حلحلته.

وفي هذا السياق أكدت مريم الصادق المهدي، القيادية في حزب الأمة القومي، وابنة زعيم الحزب المعتقل لدى السلطات السودانية، عودة حزبها إلى تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض. وظهرت مريم في مؤتمر صحفي مشترك للمعارضة حول اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عبدالله الشيخ، وقالت إن حزب الأمة جزء من التحالف المعارض، مضيفة، “الآن هناك تقارب وتجاوزنا المرحلة السابقة”.

وتابعت : “نحن ماضون مع التحالف في التوحد الكامل من أجل انتزاع الحريات” واعتبرت مريم المهدي الحديث عن الحوار مع الحكومة تجاوزه الزمن، بينما طالب فاروق أبو عيسى رئيس التحالف المعارض حكومة البشير بالاعتراف بفشل الحوار قائلا “من الأشرف أن يعلن الحزب الحاكم قفل ملف الحوار رسميا”.

يذكر أن حزب الأمة كان قد جمد منذ أشهر عضويته في التحالف المعارض، كما أنه كان من أبرز الأصوات الداعية إلى قبول مبادرة البشير بالحوار، وذلك قبل أن يتخذ النظام خطوة اعتقال المهدي.

 

*نقلا عن العرب اللندنية