أعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي وقف جميع العمليات العسكرية في البلاد، محذرا من أي خرق لوقف إطلاق النار من قبل الميليشيات الإرهابية سيتم التصدي له بشكل فوري وصارم.

واتهم المسماري في مؤتمر صحفي الميليشيات الإرهابية باستخدام المدفعيات الثقيلة داخل احياء طرابلس، كاشفا عن سقوط 7 قتلى و 16 جريحا من الميلشيات.

وأعلن المسماري، أن القيادة العامة للقوات المسلحة ستعلن خلال الأيام المقبلة عن خارطة طريق وإعلان دستوري يحقق لليبيين طموحاتهم، مشيرًا إلى أن مشروع القيادة العامة هو مشروع الليبيين وسيحقق أمانيهم على عكس مشروعات الإخوان والإرهاب.

وشدد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن على المجتمع الدولي أن يختار بين أمان الشعب الليبي واستقرار بلاده وبين دعم الاحتلال التركي والميليشيات الإرهابية.



وأعلن القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، يوم الإثنين، قبول القيادة العامة التفويض الشعبي لإدارة شؤون البلاد وإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي الذي تمخض عنه المجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج.

وقال القائد العام، "نعتز بتفويض الليبيين للقيادة العامة لهذه المهمة التاريخية في هذه الظروف الاستثنائية، لإيقاف العمل بالاتفاق السياسي ليصبح جزءا من الماضي بقرار من الشعب الليبي مصدر السلطات، ونعلن استجابة القيادة العامة لإرادة شؤون البلاد".

وأكد القائد العام، حرص القيادة العامة للجيش الليبي لتهيئة الظروف اللازمة لبناء مؤسسات الدولة المدنية الدائمة وفق إرادة الشعب وطموحاته مع مواصلة مسيرة التحرير حتى نهايتها، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة والتدخلات الخارجية.



من جانبه،أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، عن إنزعاجه إزاء حالة التصعيد التي تشهدها ليبيا على الصعيدين السياسى والعسكرى، مجدداً تأكيده على موقف الجامعة الثابت المرتكز على رفض اللجوء للخيار العسكرى والإلتزام بالحوار السياسي بصفته السبيل الوحيد لتسوية الأزمة الليبية.

وعبر أبو الغيط في بيان صحفي الأربعاء، عن إستنكاره لإستمرار العمليات العسكرية في مختلف أرجاء ليبيا، وخاصة حول العاصمة طرابلس والمناطق الغربية من البلاد، وجدد مناشدته لحكومة فائز السراج والجيش الوطني الليبي بحقن الدماء والإلتزام بهدنة إنسانية وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.

و جدد أبو الغيظ رفضه للتدخلات الخارجية بشؤون ليبيا قائلا: أن "موقف الجامعة ، وفق القرارات المتعددة الصادرة عن مجلسه ، واضح وصريح في هذا الخصوص ويرفض كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية، التي تغذي الصراع في البلاد، وتمثل إنتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

هذا وقد عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عن، ترحيبه بأية جهود دولية، تساهم في تشديد الرقابة على حظر السلاح المفروض على البلاد، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ودعماً لمخرجات قمة برلين.

في سياق العمل على إرساء الهدنة الإنسانية في ليبيا،قال موقع "ذا إنفستجيتف جورنال" البريطاني إن المرتزقة السوريين الموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقومون بنهب ممتلكات ومنازل الليبيين، ردا على عدم تسلم رواتبهم.

وعرض الموقع تسجيل اعتراف أحد المرتزقة ويدعى "زين أحمد" عضو في ما يسمى بـ"جبهة أحرار الشرقية" أحد الفصائل المشبوهة والمتطرفة بسبب تعاملها السيئ مع المدنيين.

وقال أحمد، الذي فضح خطط أردوغان في ليبيا، إنه كان مقيما في عفرين مع الفصيل منذ عملية تركيا غصن الزيتون عام 2018، معترفا بأنه سرق ممتلكات الليبيين حين جاء إلى ليبيا للقتال في صفوف قوات الوفاق.

وأضاف المرتزق السوري: "نهبت عندما كنت في ليبيا، لأنهم توقفوا عن الدفع لنا".

واستدرك: "قالوا سيدفعون لنا 3000 دولار في الشهر، ولم يحدث ذلك قط، ففي الشهر الأول حصلنا على 2000 دولار، وفي الشهر الثاني أعطونا 1400 دولار، وفي الشهر الثالث لم نتقاض أجورنا على الإطلاق، لذا نهبنا المنازل، وأي شيء يمكن أن نجده من الذهب، أو أي شيء قيِّم يمكننا العثور عليه".

وتابع: "لقد منحتنا تركيا وعدا بمنحنا الجنسية حين نقاتل في صفوف مليشيات حكومة الوفاق لمدة 6 أشهر، وكان ذلك أكاذيب فقد قتل الكثير من المرتزقة السوريين في ليبيا لكنهم لم يمنحوهم أو يمنحوا أسرهم الجنسية التركية".

وفي وقت سابق،أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "عناصر الفصائل السورية الموجودة في العاصمة الليبية طرابلس إلى جانب القوات التركية ترى أن تواجدها هناك شرف لها".

ومتحدثاً باسم تلك المرتزقة، قال أردوغان بمؤتمر صحافي في أنقرة:" القادمون من سوريا من الجيش الوطني السوري لهم هدف مشترك. هم موجودون هناك في إطار هذه الأهداف المشتركة. أشقاؤنا الذين يقفون معنا في سوريا يرون وجودهم هناك معنا شرفا لهم".

جدير بالتذكير أن تركيا تقدم دعما عسكريا لحكومة الوفاق التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها. وفي العام الماضي، وقّع الطرفان اتفاقا للتعاون العسكري، وأرسلت تركيا بعدها قوات ومقاتلين من الفصائل السورية المتحالفة معها إلى ليبيا، لمواجهة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر الذي يشن منذ أبريل الماضي حملة من أجل تصفية المجموعات المتطرفة من العاصمة.

إلا أن إرسال المزيد من المرتزقة والأسلحة التركية إلى ليبيا، بحسب ما أكد مراراً الجيش الليبي، يتعارض مع ما اتفقت عليه القوى العالمية ، حول ضرورة وقف الأعمال القتالية وحظر الأسلحة.